تدخل القوات المسلحة وإدارة الاقتصاد والخدمات رؤية مستقبلية للإعمار والتنمية (٣). بقلم : محمد مامون يوسف بدر
في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها السودان بعد الحرب والأزمات الاقتصادية التي خلفتها برزت الحاجة إلى مؤسسات قوية وقادرة على إدارة المرحلة الانتقالية بفعالية. ومن بين هذه المؤسسات، تأتي القوات المسلحة السودانية كإحدى أهم الأطراف القادرة على قيادة عملية إعادة الإعمار وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين. وفي هذا الإطار، فإن تولي الجيش إدارة قطاعات حيوية مثل الاقتصاد والبنية التحتية قد يكون خيارًا استراتيجيًا لضمان الاستقرار والكفاءة، خاصة في المناطق المتضررة .
تمتلك القوات المسلحة السودانية بنية تحتية وتنظيمية قوية، بما في ذلك وحدات متخصصة مثل (سلاح المهندسين )الذي يمتلك الخبرة الفنية والقدرات اللوجستية اللازمة للمساهمة في إعادة الإعمار. كما أن الجيش لديه تاريخ في تنفيذ المشاريع التنموية، سواء في مجال تشييد الطرق والجسور أو في تقديم الخدمات الطبية والتعليمية في المناطق النائية.
إن نقل إدارة بعض الخدمات والقطاعات الاقتصادية إلى الجيش ليس أمرًا غير مسبوق ففي العديد من الدول التي خرجت من حروب أو أزمات، لعبت المؤسسات العسكرية دورًا محوريًا في مرحلة الانتقال نحو الاستقرار مثل جمهورية مصر العربية وفي السودان حيث تعاني المؤسسات المدنية من تدمير النبيه التحتية يمكن للجيش أن يكون ركيزة أساسية في إعادة تأهيل الاقتصاد وتوفير الخدمات بسرعة وكفاءة.
في هذا السياق، يأتي اللقاء الذي جرى بين سعادة الفريق إبراهيم جابر عضو مجلس السيادة والسفير المصري هاني صلاح لبحث سبل التعاون في إعادة إعمار ما دمرته الحرب وتعد مصر شريكًا استراتيجيًا للسودان، وقد قدمت دعمًا متواصلًا في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. ونوجه الشكر الجزيل للقيادة والشعب المصري على وقوفهم إلى جانب السودان في هذه المرحلة الصعبة.
ومع أهمية التعاون المصري والدولي في عملية الإعمار، فإننا نرى أن سلاح المهندسين العسكري يمكن أن يتولى زمام المبادرة في تنفيذ المشاريع، بالتعاون مع الجهات الأخرى. فالجيش يمتلك الآليات والخبرات التي تؤهله لقيادة عمليات البناء بشكل أسرع وأكثر تنظيمًا، كما يمكنه تنسيق الجهود مع الشركاء المحليين والدوليين لضمان تحقيق أفضل النتائج.
تتميز المؤسسة العسكرية بالهيكل التنظيمي الصارم والقدرة على تنفيذ المهام ضمن timelines محددة، مما يجعلها أكثر قدرة على إدارة المشاريع الكبيرة مقارنة بالجهات المدنية التي تعاني من البيروقراطية.
للجيش وجود في جميع أنحاء السودان، بما في ذلك المناطق المتضررة من الحرب، مما يسهل وصول الخدمات والمشاريع التنموية إلى تلك المناطق.
وفي ظل الظروف الأمنية التي كانت توجهها البلاد يمكن للجيش ضمان حماية مواقع البناء والعاملين فيها، مما يقلل من مخاطر التخريب أو التعطيل.
كما تمتلك القوات المسلحة معدات ثقيلة ومركبات وإمكانيات هندسية جاهزة للعمل دون الحاجة إلى تعاقدات طويلة مع مقاولين خارجيين.
وهنا نضمن عدم إقصاء الكفاءات المحلية أو المؤسسات الحكومية الأخرى في المساهمة في إعمار السودان
أن القوات المسلحة السودانية تمتلك المقومات اللازمة لقيادة مرحلة إعادة الإعمار وتقديم الخدمات الأساسية، خاصة مع وجود وحدات متخصصة مثل سلاح المهندسين. كما أن التعاون مع الدول الشقيقة مثل مصر يُعد دعمًا قيمًا، لكن الأهم هو تمكين الكوادر الوطنية والإمكانيات المحلية لقيادة عملية البناء.
إننا نعول على الجيش ليس فقط لحماية الحدود والذود عنها بل أيضًا ليكون شريكًا فاعلًا في بناء السودان الجديد بعد الجنجويد ومع التخطيط السليم والرقابة الشفافة يمكن تحويل هذا التوجه إلى نجاح يُسجل في سجل الانجازات الوطنية للقوات المسلحة.
بالواضح فتح الرحمن النحاس ستنطفئ نار الحرب وتفرهد الحياة.. المستقبل سيطوي فداحة الحرب.. لاوقت للأحزان ولطم الخدود.. ولامجال لداء السياسة والعمالة..!!
لئن كانت شريعة الغاب في أحط صورها التي انتهجتها مليشيا التمرد وأشعلت بها الحرب وبثت بها (ا…