الإعلام الخارجي في السودان: بين طمث الحقيقة وغياب الرقابة بقلم : حمد يوسف حمد

في ظل الصراع المستمر في السودان، تصاعد دور الإعلام الخارجي في تشكيل الوعي الجمعي، بل وتوجيه الرأي العام المحلي والدولي، ليس عبر نقل الوقائع بموضوعية، وإنما عبر طمس الحقائق وتزييف الوقائع لخدمة أجندات معلومة، تديرها غرف تحرير مرتبطة بمراكز نفوذ خارجية.
من المؤسف أن بعض القنوات التي يُفترض أن تقدم إعلامًا مهنيًا محايدًا، تحولت إلى أدوات دعائية لطرف على حساب آخر، كما هو الحال مع قناة الحدث التي تقف بوضوح مع قوات الدعم السريع، ليس فقط في التناول الإعلامي، بل في تكرار خطاب مضلل، مبني على اجتزاء المعلومات وتغييب السياق الحقيقي، ما يُفقد المتلقي الثقة في مصداقية التغطية.
من يمنح التراخيص؟ وأين الرقابة؟
السؤال المشروع الذي يطرحه كل سوداني اليوم: من منح هذه القنوات حق العمل داخل الأراضي السودانية؟
أين وزارة الإعلام من هذا الانحراف الإعلامي؟
هل نحن أمام تواطؤ رسمي؟ أم عجز مؤسسي عن ضبط ما يُبث من أراضينا باسم حرية الإعلام؟
في ظل غياب هيئة مستقلة لتنظيم الإعلام، ومع ترهل وزارة الإعلام، فإن الساحة أصبحت مفتوحة لكل قناة أجنبية تُريد أن تُمارس هوايتها في صناعة الرواية التي تناسب مموليها لا مصالح الشعب السوداني.
الرأي العام في خطر
إن السماح لقنوات مثل “الحدث” أن تتحرك دون قيد أو مساءلة، يُهدد أمن المجتمع المعرفي، ويُسهم في تفتيت التماسك الوطني من خلال زرع الأكاذيب، وتأليب فئات ضد أخرى، وتشويه الحقائق لصالح مشروع سياسي أو عسكري خارجي.
لم تعد معركة السودان ميدانية فقط، بل إعلامية بامتياز، تُدار بكفاءة من خارج الحدود، في حين نعاني في الداخل من غياب الرؤية، وانعدام الفعل الرقابي.
دعوة للمحاسبة والتنظيم
من الواجب أن يُطرح ملف الإعلام الخارجي للنقاش العاجل:
من يراقب القنوات التي تُبث من السودان أو عن السودان؟
ما المعايير التي يجب أن تُلزم هذه القنوات بالموضوعية؟
هل ستظل وزارة الإعلام تُمارس دور “المتفرج”؟
وهل هناك جهة خفية تُسهّل لهذه القنوات تغلغلها؟
الإجابة يجب أن تكون واضحة، والمسؤولية يجب أن تكون معلنة. فالإعلام ليس سلعة حرة تُترك للسوق السياسي، بل هو سلاح، إن لم يُحسن استخدامه داخليًا، استُخدم ضدنا خارجيًا.
آخر الكلام ، على السودان أن يستعيد سيادته الإعلامية، كما يسعى لاستعادة سيادته السياسية والعسكرية. ولا سبيل إلى ذلك إلا بقيام جهاز وطني مستقل للإعلام والاتصال، يراقب، ينظم، ويحاسب.
وهج الكلم د حسن التجاني شرفتنا …ياريس…!! القاهرة : رحمة عبدالمنعم ..الرياض د حسن التجاني
* أكد رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس أن زيارته الرسمية إلى جمهورية مصر العربية (ناجحة بكل…