‫الرئيسية‬ مقالات السودان القديم يتحطم، والسودان الجديد يتقدم: ((بين الواقع والشعارات الزائفة)). بقلم : محمد مأمون يوسف بدر
مقالات - فبراير 23, 2025

السودان القديم يتحطم، والسودان الجديد يتقدم: ((بين الواقع والشعارات الزائفة)). بقلم : محمد مأمون يوسف بدر

السودان القديم يتحطم، والسودان الجديد يتقدم: ((بين الواقع والشعارات الزائفة)). بقلم : محمد مأمون يوسف بدر

Mosudanuk@gmail.com

في مؤتمر الميثاق التأسيسي الذي عُقد في كينيا، ظهرت أصوات تردد عبارات مثل “السودان القديم يتحطم، والسودان الجديد يتقدم”، وكأنها تحاول تقديم نفسها كبديل واعد لمستقبل السودان. لكن هذه العبارات تثير تساؤلات: هل هذه الدعوات تعكس رؤية حقيقية للتغيير، أم أنها مجرد شعارات براقة لإعادة إنتاج النخب القديمة بأسماء جديدة؟ وهل السودان الجديد هو حقًا أرض بكر لم تسكنها البشر، أم مجرد وهم تُروّجه مجموعة منبوذة تحاول العودة إلى الواجهة؟

مؤتمر الميثاق: إعادة تدوير النخب الفاشلة التي ضمت مجموعة من الأفراد الذين يُعتبرون خارج الإجماع الوطني، بل ومنبوذين من قبل الكثيرين.
يبدو المؤتمر محاولة لإعادة تدوير النخب القديمة بأسماء جديدة، وهي نفس المجموعة التي فشلت في تقديم حلول لأزمات السودان في الماضي. الآن، تحاول هذه المجموعة تقديم نفسها كمنقذة عبر شعارات جذابة مثل “السودان القديم يتحطم”.

لكن السؤال الأهم: هل لديهم رؤية حقيقية للتغيير، أم أنهم يستغلون الأزمات للعودة إلى السلطة؟ إذا كان السودان القديم يتحطم، فهل هؤلاء هم من سيبنون الجديد، أم أنهم جزء من المشكلة؟ كيف لمجموعة ساهمت في تدمير الوطن وسرقة ثرواته وتشريد مواطنيه أن تدعي الآن أنها تبني مستقبلًا جديدًا؟
السودان الجديد: حلم أم خدعة؟
عند الحديث عن “السودان الجديد”، يجب توضيح المقصود به. هل هو نظام ديمقراطي عادل، أم مجرد وهم تُروّجه مجموعة تفتقر إلى رؤية واضحة؟ وكيف يكون السودان جديدًا إذا كانت القوى التي تدعي بنائه هي نفسها التي دمرته وعاثت فيه فسادًا، وسرقت ثرواته، وشردت شعبه؟
إذا كان الهدف بناء دولة تحترم حقوق الإنسان وتحقق العدالة الاجتماعية والتنمية، فهذا طموح نبيل. لكن إذا كان المقصود إعادة إنتاج النخب الفاسدة أو تهميش فئات من المجتمع، فهذا ليس تقدمًا، بل استبدال نظام فاشل بآخر أكثر قمعًا.

الدعوة إلى الوطن: ((بين الوطنية والخيانة))

من الخطير استخدام شعارات مثل “السودان القديم يتحطم” من قبل أشخاص قد تكون دوافعهم شخصية أو مدفوعة بأجندات خارجية. الوطن ليس مجرد أرض، بل هو تاريخ وثقافة وشعب. الدعوة إلى تحطيمه هي دعوة لتدمير هوية الشعب السوداني.

من يروج لهذه الأفكار، سواء كانوا مرتزقة أو بائعي ضمير، يخونون وطنهم ومبادئ الإنسانية. لا يمكن لأحد أن يدعي الوطنية وهو يدعو إلى تدمير وطنه، بغض النظر عن انتماءاته السياسية.
بدلًا من الحديث عن تحطيم السودان القديم، يجب التركيز على بناء مستقبل أفضل بعد الحرب التي هدفت إلى تدمير البنية التحتية وتقسيم السودان. السودان الجديد يجب أن يكون نتاج حوار وطني شامل، يشارك فيه كل أبناء الشعب، بغض النظر عن انتماءاتهم.

الوطن أمانة في أعناقنا جميعًا. علينا العمل معًا لبناء مستقبل يليق بتضحيات الأجيال السابقة ويحقق تطلعات القادمة. عاشت القوات المسلحة السودانية بجميع مكوناتها، ودائمًا يبقى السودان موحدًا وقويًا.

‫شاهد أيضًا‬

السودان يدين الهجوم على قطر 

اصدرت وزارة الخارجية بيانا صحفيا ادانت فيه الهجوم على دولة قطر الشقبقة وفيما يلي نص البيان…