‫الرئيسية‬ مقالات محاسن الصدف مرتزقة المملكة المتحدة بين العلم والجهل بقلم : محمد مامون يوسف بدر
مقالات - فبراير 27, 2025

محاسن الصدف مرتزقة المملكة المتحدة بين العلم والجهل بقلم : محمد مامون يوسف بدر

محاسن الصدف مرتزقة المملكة المتحدة بين العلم والجهل بقلم : محمد مامون يوسف بدر

الصدفة قد تكون أحيانًا بابًا مفتوحًا لتجارب تُغير منظورنا للحياة، وتضعنا في مواقف تدفعنا لإعادة التفكير في الكثير من الأمور. بالنسبة لي، كانت الصدفة سببًا في أن أجد نفسي في المملكة المتحدة، أتعرف على ثقافتها، وأعيش تفاصيلها، وأشهد مواقفًا تتراوح بين الإلهام والإحباط. هذه التجربة لم تكن مجرد فرصة للتعلم الأكاديمي، بل كانت أيضًا رحلة لفهم طبيعة البشر وسلوكياتهم، خاصة عندما تختلط الأمور بين الجدية والسخرية.

عندما وصلت إلى المملكة المتحدة، كنت أعرف تمامًا ما أريد تحقيقه. كنت أدرس في إحدى الجامعات المرموقة، حيث تعرفت على نظام تعليمي يعتمد على التفكير النقدي والتحليل. كانت المحاضرات والمناقشات داخل الحرم الجامعي مليئة بالتحديات الفكرية، مما ساعدني على تطوير مهاراتي الأكاديمية والشخصية. ولكن ما جعل هذه التجربة أكثر إثارة هو المواقف التي شهدتها خارج الفصول الدراسية، خاصة تلك التي تتعلق بسلوكيات بعض الأفراد الذين يحاولون استغلال الفرص لأغراض شخصية ضيقة.
اليوم بينما كنت أقلب هاتفي، صادفت فديو لمجموعة من (السودانيين) يدّعون أنهم دخلوا البرلمان البريطاني ايوه البرلمان البريطاني مره واحده !! وأعلنوا تشكيل حكومة وهمية. هذه المجموعة، التي كانت تتكون من أشخاص فاشلين في تحقيق أي إنجاز حقيقي، حاولت الترويج لنفسها من خلال التقاط صور داخل مبنى البرلمان. والحقيقة أن دخول البرلمان البريطاني ليس أمرًا صعبًا، حيث يوجد به معرض وقاعة مفتوحة للزوار لشرح كيفية عمل البرلمان وتاريخه. وكأنو يتحدثون باللغة العربية، لا أحد يفهم ماذا يقولون!!
وكونهم في مجموعة أو “قروب”، هذا يسهل دخولهم كمجموعة واحدة. لكن هذه المجموعة استغلت هذه الفرصة للترويج لنفسها بطريقة تدل على جهلهم وافتقارهم للتربية السليمة، خاصة بعد فشل مؤتمرهم في كينيا ووفاة زعيمهم المزعوم، فضل الله برمه، الذي أصبح الآن مجرد ذكرى مضحكة يُطلق عليها “برمة الجزار”.
هذا الموقف جعلني أدرك أن التعليم الحقيقي لا يقتصر فقط على الحصول على الشهادات، بل يتعدى ذلك إلى فهم القيم والأخلاق التي يجب أن يتحلى بها الإنسان. حتى في بلد مثل المملكة المتحدة، التي تُعتبر منارة للعلم والتعلم، يمكن أن نجد مثل هذه التصرفات التي تدل على الفاقد التربوي. هذه المجموعة، التي ادعت أنها دخلت البرلمان البريطاني وأعلنت حكومة وهمية، لم تكن سوى مثالًا صارخًا على كيفية استغلال الفرص لأغراض تافهة.
في النهاية، أعتقد أن هذه التجربة علمتني أن الصدفة قد تكون بداية لرحلة مليئة بالدروس والعبر.  كما أن هذه المواقف جعلتني أكثر وعيًا بأهمية التربية والأخلاق في بناء شخصية الإنسان، بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه أو الشهادات التي يحملها.
ختامًا، أود أن أؤكد أن هذه التجربة كانت بمثابة مرآة تعكس تناقضات البشرية، حيث نجد في نفس المكان منارات العلم وأشخاصًا يفتقرون إلى أبسط قواعد الأخلاق. وهذا التناقض هو ما يجعل الحياة مليئة بالتحديات والدروس التي تدفعنا إلى النمو والتطور.

‫شاهد أيضًا‬

السودان يدين الهجوم على قطر 

اصدرت وزارة الخارجية بيانا صحفيا ادانت فيه الهجوم على دولة قطر الشقبقة وفيما يلي نص البيان…