‫الرئيسية‬ مقالات الخطوة التشادية.. بضاعة مزجاة الركابي حسن يعقوب
مقالات - مارس 8, 2025

الخطوة التشادية.. بضاعة مزجاة الركابي حسن يعقوب

الخطوة التشادية.. بضاعة مزجاة الركابي حسن يعقوب

في الأنباء أن الرئيس التشادي دفع بوفد خاص وصل إلى بورتسودان في زيارة غير معلنة من أجل مناقشة إصلاح العلاقات الثنائية، وإعادة بناء الثقة بين البلدين.

ووفقاََ لما أورده موقع (مدى مصر) نقلاََ عن مصدر رفيع بمجلس السيادة الإنتقالي أن الوفد التشادي جاء يحمل في جعبته مقترح عقد قمة رئاسية تجمع الرئيسين البرهان ومحمد ديبي (كاكا).

وبحسب المصدر فإن الرئيس البرهان وضع شروطاََ وصفها المصدر ب (الصارمة) لقبول عقد القمة الرئاسية وعلى رأسها تفكيك قاعدة (أم جرس) العسكرية، وإغلاق حدود تشاد مع السودان في وجه عمليات الإمداد اللوجستية لميليشيا الدعم السريع.

وبحسب مصدر مقرب من الوفد التشادي، أفاد الموقع بأن الخطوة التشادية جاءت نتيجة لتزايد الإستياء وسط القادة العسكريين التشاديين بشأن دور بلادهم المنحاز لميليشيا الدعم السريع في الحرب.

وأن الخطوة سبقها لقاء غير رسمي تم بين زعماء وشيوخ إحدى المكونات الإثنية المشتركة مع السودان ذات الثقل في تشاد بالرئيس (كاكا)، أثيرت فيه بشكل أساسي قضية الحرب في السودان وموقف تشاد منها.

لست متشائماََ، ولكن هناك (ميراث) ثقيل من نقض العهود والنكوص عن الالتزامات والاتفاقيات التي يتم إبرامها مع بعض دول جوار السودان الأفريقي، وهذا الميراث قديم وليس وليد تداعيات الحرب الحالية، وإن كانت ملامحه وقسماته قد بدت أكثر وضوحاََ منذ أن شنت ميليشيا الدعم السريع الإرهابية حربها المدعومة من الخارج على السودان تنفيذاََ لمطامع وأجندة قوى أجنبية إقليمية ودولية..

لذلك في تقديري أن هذه الخطوة من الرئيس التشادي على الأرجح هي حلقة من حلقات التآمر الذي تولى الرئيس كاكا كبره بدفع من الراعي الرسمي لميليشيا الدعم السريع، ولا يمكن إسباغ أي قدر من الثقة على هذه الخطوة ما لم يبادر الرئيس كاكا إلى إتخاذ إجراءات وخطوات عملية وملموسة على الأرض.

إن كان حسن النية متوفر، وإن كانت الرغبة أصيلة وحقيقية من الجانب التشادي في إصلاح العلاقات مع السودان، فإن آية ذلك ينبغي أن تكون واضحة ومتجسدة في ما اشترطه الرئيس البرهان على الوفد، كان من المناسب أن يسبق وصول الوفد التشادي إلى بورتسودان تنفيذ هذه الشروط تلقائياََ من قبل الجانب التشادي كبادرة للتدليل على الجدية والمصداقية وحسن النية والرغبة في إصلاح العلاقات الثنائية.

لكن ذلك لم يحدث، وهو ما يلقي بمزيد من ظلال الشك والريبة على الخطوة ويضعها تحت مجهر البحث والتدقيق والتحفظ.. ويبعث على الاعتقاد أن الرئيس كاكا يريد أن يساوم على هذه الشروط والتي هي ببساطة تعتبر حقاً طبيعياََ للسودان، فضلاََ عن أنها من المبادئ الأساسية لعلاقات حسن الجوار بين الدول.

ولا يمكن للسودان بطبيعة الحال أن يقبل بأن تكون حقوقه محل مساومة وقرباناََ يقدمه لكسب رضا وود أنجمينا التي لم ترقب فيه إلاٍّ ولا ذمة ولا وشائج قربى ولا جوار وكانت وما تزال شريكة في مشروع تدمير السودان ويديها ملطخة بدماء السودانيين.

إن الشروط التي (أملاها) الرئيس البرهان على الوفد الزائر في محلها، وهي بمثابة بالون اختبار لصدقية تشاد كاكا ومحك لتمحيص نواياه الحقيقية، وبذلك فقد ركل الرئيس البرهان ببراعة الكرة في ملعب الرئيس كاكا وأزجى إليه بضاعته بحنكة.

إن مشكلة بعض رؤساء دول جوار السودان وتحديداََ تشاد وأثيوبيا وكينيا أنهم أصبحوا مجرد (بيادق) في لعبة دولية لا ناقة لهم فيها ولا جمل ولا مصلحة لبلادهم وشعوبهم فيها، والأسوأ من هذا أن هذه البيادق تحركها أصابع (غبية) يسبق تحريكها للبيدق تفكيرها في صحة (النقلة)، هي أيدي تعتمد على النظرية البائسة، نظرية (التجربة والخطأ)، وهي طريقة لا تحسب قبلاََ النتائج بل تقوم على طريقة تجربة كل أعواد الثقاب!!

جاء آبي أحمد في يوليو من العام الماضي إلى بورتسودان بزعم إصلاح العلاقات الثنائية وزاد عليها رغبة في تولي دور وساطة لحل الأزمة السودانية وإيقاف الحرب وتحدث حديثاََ ناعماََ عن العلاقات بين البلدين وعن وعن..

ثم قفل راجعاََ إلى بلاده فما لبث أن عاد سيرته الأولى، احتضنت بلاده عدد من الفعاليات المعادية للسودان وشكك في شرعية الحكومة، وراحت تعهداته التي أطلقها في بورتسودان أدراج الرياح.

الرئيس الكيني وليام روتو لدى لقائه وزير الخارجية علي يوسف في نيروبي في الرابع والعشرين من يناير الماضي قال كلاماََ ناعماََ هو الآخر وأعلن دعمه لعودة السودان للإتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد والعمل مع السودان لتعزيز العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والتنسيق في المحافل الدولية..وووو..

ولكن وفي أقل من شهر عقب هذه التصريحات من الرئيس روتو جاءت اللدغة من الأفعى الكينية حيث احتضنت العاصمة نيروبي اجتماعاََ ضم ميليشيا الدعم السريع والجناح السياسي لها لتشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الدعم السريع..

فهل يا ترى سيتلقى السودان لدغة ثالثة هذه المرة من الأفعى التشادية أم أن الأمر سيكون مختلفاََ مع كاكا..

في الحقيقة لا أحد يعلم، فاليد التي تحرك البيادق فيما وراء البحار لا يمكن التنبؤ بإتجاه نقلاتها التالية..لكن المؤكد أنها ستكون في المربع الخطأ..

‫شاهد أيضًا‬

ابشر الماحي الصائم يكتب السيناريو الأقرب الي الحقيقة

*اذن ….* ان الذي أقرب للحقيقة هو، (ان ضربات واشنطن كانت شبه شكلية)، ولم تقضي علي الم…