وقفات، وتدبرات رمضانية. العام 1446 اليوم ال(23) وقفات وتدبرات في عوالم الإنشراح، والإسراء والمعراج. عادل عسوم

لقد بدأ الله خلق الإنسان من طين الأرض ثم نفخ فيه من روحه، وكان لاكتمال عناصر الطين وكمالات السمو الروحي بيانٌ في أكمل الخلق خَلقا وخُلُقا نبينا محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم، شرح صدره ارهاصا بنبوة خاتمة، وأسرى به ليلا فطوى له الأرض ثم عرج به إلى السماوات العُلى، فإن كان الإسراء والمعراج بالروح كمالٌ بشري؛ كيف يكون وقد كان بالروح والجسد معا؟!
لنقف معا يا أحباب بين يدي سورة الانشراح:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8).
ورد في سبب نزول هذه السورة:
عن عبدالله بن عباس رضي الله قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”سَأَلْتُ ربِّي مسألةً وودِدْتُ أَنِّي لمْ أَسْأَلْهُ، قُلْتُ: يا رَبِّ! كانَتْ قَبلي رسلٌ منهُمْ مَنْ سَخَّرْتَ لهُ الرِّياحَ، ومِنْهُمْ مَنْ كان يُحيي المَوْتَى، وكلمْتُ موسى قال: أَلمْ أَجِدْكَ يتيمًا فَآوَيْتُكَ؟ ألمْ أَجِدْكَ ضالًا فَهَدَيْتُكَ؟ ألمْ أَجِدْكَ عَائِلًا فَأَغْنَيْتُكَ؟ أَلمْ أَشْرَحْ لكَ صَدْرَكَ، ووضَعْتُ عَنْكَ وِزْرَكَ؟ قال: فقُلْتُ بلى يارَبُّ؛ فَوَدِدْتُ أنْ لمْ أَسْأَلْهُ”
وهو حديث صحيح عند الألباني رحمه الله.
هذه السورة الكريمة تحكي عن قصة
حقيقية لحادثة تم فيها شق صدر نبينا صلى الله عليه خلال طفولته،
ويجمع أهل السيرة والتفسير بأنها من ارهاصات النبوة، وأنها تدل على تطهيره من حظ الشيطان عصمة له من الشرور والآثام وعبادة غير الله، فلا يحل في قلبه شيء إلا التوحيد، وبالفعل، فإن نبينا لم يقترف إثماً ولم يسجد لصنم على الرغم من شيوع ذلك في قومه.
غالب من قرأت لهم في ذلك تشي رؤاهم بأن حادثة شق الصدر (معنوية) وليست (حسية ملموسة)، والاستثناء الذي وجدته هو للدكتور البوطي رحمه الله في كتابه القيم فقه السيرة حيث قال:
“يبدو أن الحكمة في ذلك إعلان أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وتهييؤه للعصمة والوحي منذ صغره بوسائل مادية ليكون ذلك أقرب إلى إيمان الناس به وتصديقهم برسالته، إنها إذن عملية تطهير معنوي، ولكنها اتخذت هذا الشكل المادي الحسي؛ ليكون فيه ذلك الإعلان الإلهي بين أسماع الناس وأبصارهم”.
فقه السيرة، الدكتور البوطي.
اقول والله اعلم:
حادثة شق الصدر (مادية)، ثم إن العديد من الشواهد التي تلت هذه الحادثة كانت أيضا مادية.
وهذا هو الحديث الصحيح الذي يصف ويفصيل الحادثة:
روى الإِمام مسلم في صحيحه حادثة الشق الأولى عن أنس بن مالك (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقةً فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه -يعني ظئره- فقالوا إن محمد قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون.
قال أنس: وقد كنت أرى أثر المخيط في صدره.
انتهى.
أما الشواهد من بعدها فهذه بعضها:
1-وصف نبينا صلى الله عليه وآله وسلم عليه لهيئة جبريل عليه السلام عندما رآه،
إنه وصفٌ ينبي عن (قدرة خارقة) للرؤية لدى حبيبنا ونبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله.
قالت عائشة رضي الله عنها إنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خُلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطًا من السماء سادًّا عِظَم خِلْقِه ما بين السماء والأرض”.
2-عند عروج نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى السموات العُلى ثم ارتقي ليرى سدرة المنتهى بأم عينيه الشريفتين، فقد كانت رؤية لاتتأتّى لعيني بشر سوى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
السؤال:
ألا يحتاج هذين المشهدين إلى تهيئة قَبْليّة (مادية) لنبينا صلى الله عليه وسلم؟!
رأى سدرة المنتهى ووصفها كما جاء في سورة النجم:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى، مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} النجم 17،16.
فالبصر ما زاغ ولا طغى، وماذاك إلا لأن الله هيأه -من قبل- لذلك، إنها التهيئة (المادية) التي مكّنت الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه من الرؤية والإدراك، وكذلك (إحتمال) مالا طاقة للبشر على رؤيته وإدراكه واحتماله،
إذ العين البشرية محدودة القدرة على الرؤية مهما كانت حدة الإبصار فيها، والرؤية لاتتم الاّ بعد سقوط الضوء من مصدر ما على جسم ثم ينعكس إلى العين لتتم الرؤية، والضوء في ذاته عبارة عن أمواج الكترومغناطيسية قوامها الإليكترونات الخارجية التي تدور حول أنوية الذرات، وتسير هذه الأمواج في مجالات مختلفة من الأطوال الموجية المقاسة بوحدة تسمى (النانو ميتر nm)،
والضوء -الذي خلق لنا الله القدرة على رؤيته- ينحصر في طول موجي (من 380 الى 780 نانوميتر)، وتنتهي قدرتنا كبشر على الإبصار في المدى الأطول أو الأقصر من الطول الموجي المذكور أعلاه.
وفي حالة زيادة الطول الموجي عن ذلك يتحول الضوء من مرئي الى أشعة تحت حمراء غير مرئية، ثم إلى أشعة مايكروويف، ثم الى أشعة راديوويف، وهي ذات طول موجي يزيد عن 3 سنتمتر.
وفي حالة انقاصنا للطول الموجي، تنعدم – أيضا- قدرتنا على الإبصار، إذ يتحول الضوء من مرئي إلى أشعة فوق بنفسجية قريبة وبعيدة (غير مرئية)، ثم أشعة سينية، وأخيرا أشعة جاما بمجال طول موجة يقل عن 0.01 نانوميتر، وتكون طبيعة الانتقالات المحددة في المادة في الأشعة فوق البنفسجية القريبة والبعيدة هي ذات الالكترونات الخارجية لذرة أو جزئ المادة كما هو في الطيف المرئي، ولكن بمجالات طاقة تختلف عن الضوء المرئي.
ثم تكون الأنتقالات في حالة الأشعة السينية من الإلكترونيات الداخلية لذرة المادة، وأخيرا في حالة أشعة جاما تتحول الأنتقالات الى انتقالات نووية.
وبذلك فإن العين البشرية ترى في حدود طول موجي محدد للضوء وهو (من 380 الى 780 نانوميتر) …
وقد أصطلح على تسمية هذه المساحة من الضوء ب(الضوء المرئي) ، ويعني ذلك أن العين البشرية لا يمكنها الرؤية فيما عدا هذا الطول الموجي، على الرغم من وجود الضوء!
فالضوء -تحت وفوق- ذاك الطول الموجي المذكور يكون (موجودا)، لكنه يكون في صور أخرى.
السؤال:
هل خلق الله عينا لمخلوق آخر تستطيع الرؤية خلال طول موجي أعلى أو أقل عن المدى المذكور أعلاه؟
نعم، هناك أعين أخرى تستطيع ذلك،
فقد ثبت علميا أن عينا النحلة تحتمل أشعة ذات طول موجي يتراوح مابين ( 10 الى 200 نانوميتر )، وهي الاشعة المسماة ب(الأشعة فوق البنفسجية البعيدة) للرؤية، والمعلوم أن الطول الموجي للضوء كلما كان أقصر؛ فإن الرؤيا تتم بشكل اسرع مما هو في حالة الضوء المرئي،
وبذلك فان النحلة تستطيع أن ترى الاشياء بدقة أكثر، وبسرعة أكبر من الأنسان، ولعل الحكمة الإلهية من ذلك أن المساحات التي تطير فيها النحلة أصغر أبعادا وأكثف موجودات. فهناك تشكيلات الزهور العديدة وأجزاء النباتات الأخرى، وهي تحتاج إلى سرعة الرؤية وتحديد الإتجاه أثناء طيرانها في تلك الأمكنة الضيقة.
وبذلك فإن النحلة إن عُرض لها مقطع متحرك (فيديو) نجدها تستطيع مشاهدة كل لقطات الصور المتحركة كصور ثابتة!، وللعلم فإن صور الفيديو المتحركة على عمومها ليست سوى صور ثابتة، لكنها متتالية، ونراها نحن صورا متحركة نسبة لطول الموجة التي نرى من خلالها نحن كبشر، بينما تستطيع النحلة رؤية تلك الصور (صورة صورة)، وذلك لقدرتها على النظر من خلال طول موجي مختلف عنا.
فالصور التي تنقل إلى العين الرائية ان كانت في مدى موجي أقصر -كما في حالة الأشعة فوق البنفسجية (كمثال النحلة)- يكون فيها زخم كبيييير من التفاصيل، بحيث تحتاج إلى عمليات حسابية ضخمة في المخ كي تتمكن العين من رؤيتها وتمييزها، وقد وجد العلماء أن النحلة تقوم بمليون مليون – أي مليار- عملية حسابية في الثانية الواحدة كي تتمكن من معرفة كنه لَقْطَة نظر واحدة!!
وهناك أيضا دراسات قامت بها شركة كوداك على عين الديك، وجدوا أن الطول الموجي للشعاع الضوئي الذي يمكن لعين الديك استقباله والتعامل معه هو مابين (200 الى 380 نانوميتر)، وهي الأشعة الفوق بنفسجية (القريبة) إلى الضوء المرئي، ويعني ذلك أن الديك يرى أسرع من الأنسان، وأبطأ من النحلة.
وقد ورد في مجلة (باييت مقازين) عدد 1992 أكتوبر، أنه أجريت دراسات عديدة على عين الحمار، فوجدوا في تقنية الإبصار لديه قدرة على إستقبال والتعامل مع الأطوال الموجية الأطول التي تنحصر مابين (0.780 و400 أنجشتروم)، وهو المدى الموجي الذي يميز الاشعة تحت الحمراء، حيث تكون الانتقالات اهتزازية ودورانية في المادة.
ويعني ذلك أن الحمار بطئ جدا في القدرة على رؤية الأشياء دون الأنسان، لكنه يمكنه كذلك الرؤية في الظلام الدامس!.
قد يقول قائل اذن لماذا يقول الله جل في علاه في محكم تنزيله:
{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}؟! التين 4.
لماذا لم يخلق الله العين البشرية قادرة على الرؤية من خلال كامل الضوء (مرئيّهِ وغير مَرئيّهِ)؟!.
ولماذا تتفوق عين النحلة وعين الديك على العين البشرية؟!
للإجابة على هذه الأسئلة أقول:
المعلوم أن تمام الأمر وجودته لا يرتبط بالفوت في صفة أو مَلكة ما؛ بقدر ارتباطه بتناسق كامل المَلَكات أوالصفات، إذ أن الخفّاش كمثال، يستطيع السمع في درجة دون درجة الصوت المسموع!
والصوت أيضا حاله كحال الضوء له مجالات (فوق) و (تحت) المدى الصوتي الذي تسمعه الأذن البشرية.
لنتخيل أن الله جعل للأذن البشرية القدرة على سماع الأصوات الأدني، تخيلوا كيف يكون حال الانسان إن أعطاه الله القدرة على السمع مثل الخفاش؟.
بالتأكيد لن يستطيع أحد منّا النوم ولا الراحة بسبب الضجيج العجيب وغير المحتمل الذي ستلتقطه آذاننا على الدوام!
ولأن قدر الله لنا أن يتسع مجال الرؤية لدينا لنرى من خلال الأشعة فوق البنفسجية أو تحت الحمراء؛ تخيلوا كم وكثافة الصور وحراك الأشياء أمام أعيننا ونحن نصوب إلى واقع محدود يتصل بأكلنا وشربنا وسياقات حياتنا المعلومة؟!…
الا يعدُّ ذلك (طفرة) لن تفيد الانسان بقدر ما تضره؟! …
الإنسان يحتاج إلى مجال رؤية ومجال ذوق ومجال سمع ومجال شم ومجال حس ومجال تفكير يتناسب مع الذي بين يديه مما يتصل ويفيد حياته، فالكلٌّ ميسّرٌ ِلما خُلِق له في خلقه وقدراته.
كما أسلفت لقد أجمع علماء التفسير بأن الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم رأى عيانا جبريل عليه السلام مرّتان، وأنه أيضا راى عيانا سدرة المنتهى.
ففي الحديث الثابت في صحيح البخاري أن عائشة رضي الله عنها قالت في تفسير الآيتين:
{وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ} التكوير23، ثم الآية {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} النجم 13
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف جبريل عليه السلام بكونه له ستمائة جناح، وكان من الضخامة بحيث أنه سد كامل خط الافق بجسمه !!…
والرؤية الثانية لجبريل عليه السلام -على هيئته الأصلية- كان عند سدرة المنتهى، عندما عُرِجَ به صلى الله عليه وسلم الى السماء!…
ثم أجمع العلماء ايضا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى عيانا سدرة المنتهى التي عندها جنة المأوى…
وقد ورد في وصف جبريل عليه السلام وفي وصف سدرة المنتهى أوصافا يتأكد من خلالها عجز العين البشرية بتفاصيلها التشريحية المعروفة عن أستيعاب كامل صورتي جبريل عليه السلام -على هيئته الحقيقية- وكذلك صورة سدرة المنتهى، وقد ورد ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستطيع الرؤية وراء ظهره،
روى البخاري، ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل ترون قبلتي هاهنا، فوالله لا يخفى عليَّ ركوعكم ولا سجودكم، إني لأراكم من وراء ظهري.
انتهى.
الخلاصة:
أقول والله أعلم، لقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكمال البشري في خلقته وكان لشق صدره الشريف وصل بذلك، أعطى الله لعيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقله قدرات اضافية؛ بحيث أمكن لعينيه الشريفتين استقبال (كامل) الطول الموجي المميز للأشعة فوق البنفسجية بعيدها وقريبها، وقدر الله كذلك لعقله صلى الله عليه وسلم أن يتعامل مع سرعة ذلك الطول الموجي القصير احاطة بكل التفاصيل بتوفيق الله، ولنا هنا أن نتوقف بين يدي الآية الكريمة {مازاغ البصر وما طغى} مستصحبين حادثتي شق صدر رسولنا صلى الله عليه وسلم في صباه عندما كان يرعى الغنم في ديار بني سعد ثم حادثة شق الصدر الثانية قبيل رحلة الإسراء والمعراج، وفي الخاطر والبال مانقلته لنا السنة المطهرة والسيرة المشرفة عن الكثير من التمييز الرباني لرسولنا عن باقي البشر في القدرات والحواس، فهو صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق خِلْقَةً وخُلُقا.
ومعلوم ان الله قرن البصر والعقل بالقلب حيث قال جل في علاه:
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَتِي فِي الصُّدُورِ} الحج 46.
صلى عليك الله يانبي الهدى ماهبت النسائم وماناحت على الأيك الحمائم.
اللهم اقبل الصيام والقيام والطاعات، اللهم اعتق رقابنا من النار، اللهم هبنا العافية وبارك في اعمارنا وفي ابنائنا ووسع لنا في أرزاقنا واكتب لنا رضاك، انك ياربي ولي ذلك والقادر عليه.
adilassoom@gmail.com
مرتضى شطة يكتب خدمات الكهرباء في أمدرمان
شهدنا الجهود المخلصة لوالي الخرطوم في ظل الحرب في تلمس احتياجات المواطنين والعمل على استدا…