صفوة القول بعد تحرير الخرطوم  ماذا بقي في حرب الجنجويد ..؟! بابكر يحيى

بحمد الله وفضله ثم بفضل بسالة وتضحيات جنود القوات المسلحة وبفضل المجاهدين من أبناء السودان البررة وبفضل قوات درع البطانه وقوات حركات الكفاح المسلح – بفضل الله ثم هؤلاء جميعا انقشعت ظلمة الجنجويد وغابت شمسهم في الخرطوم ؛ فقد باعد الله بينهم وبينها كما باعد بين المشرق والمغرب ..!!

سيطر الجنجويد على الخرطوم خيانة وغدرا حينما كانوا جزء من منظومة الأمن القومي الوطني فقد كانوا مؤتمنين على الأمن ، ولم يأتوها غزاة ولم يدخلوها عنوة واقتدارا بل كانوا مسئولين عن تأمينها ؛ كانوا مؤتمنين على حمايتها ؛ لكنهم خانوا الأمانة وكانوا هم الخطر الأكبر الذي هدد الأمن القومي السوداني فليس هناك ما هو أسوأ وأخطر منهم في الحاضر أو المستقبل..!!

كان الجنجويد أكثر سوء من التتار والمغول ويسجل التاريخ أنهم أسوأ من حمل السلاح منذ أن أنزل الله نبي الله آدم عليه السلام إلى الأرض وكانت بداية تكوين سلالة البشر ؛ فهم أسوأ من إبليس (عليه وعليهم لعنة الله ) في التنكر والعداوة والإغواء ؛ فإبليس يمكن أن يستعاذ منه – أما هؤلاء فقد فعلوا ما لم تفعله الجاهلية الأولى فأولئك لم يحاربوا الأعزل ولم يهجموا على الضعيف ويحترمون العهود رغم جهلهم وعدم التزامهم لدين أو أخلاق ..!!

تنكر الجنجويد لكل من قدم لهم معروفا ؛ وجحدوا بالنعمة التي عيشهم فيها النظام السابق ؛ فقد أوجدهم من العدم وأسسهم على تقوى ورضوان من الله ظنا منه أنهم سيساعدون في مسئولية الأمن القومي السوداني عندما كان يمر بمنعطفات خطيرة – وكان يرى أن الأمر يتطلب مشاركة قوات من نوع خاص – لكنهم وللأسف كانوا قوم سوء وجهالة فقد حملوا له الأذى بدلا عن الإحسان وأحرقوا البلاد نتيجة أحقاد استوردوها من القحاتة الفجار ..!!

*صفوة القول*

بعد انتهاء معركة الخرطوم لن يجد الجنجويد في كردفان من يرحب بوجودهم لأنهم فقط يتواجدون في قبيلتين ذات امتداد اثني فيما يعرف بتحالف العطاوه وهي تقبع في الطرف الجنوبي الغربي لكردفان أما بقية المجتمع فهو جيش للجيش وهو سيف يقطع دابر المليشيا هو يحاربهم بكل عنف ويرفضهم بشدة ويعلم أنهم يحملون له الجحيم فبالتالي لن يجدوا فيها مكانة ولا رحمة في كردفان .. وهذا يعني عمليا انتقال المعركة إلى دارفور ولاحقاً سأتحدث عن سيناريوهات الحرب هناك .. فدار فور أسوأ على المليشيا من الخرطوم ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .