وقفات، وتدبرات رمضانية. العام 1446 اليوم ال(28) عادل عسوم لسانك حصانك. عادل عسوم

اللسان خطره عظيم، وآفاته كثيرة يا أحباب، منها الغيبة، والنميمة، والسب، والشتم، وقد حذر نبينا صلى الله عليه وسلم من مخاطر اللسان:
سأل معاذ رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم: وإِنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: (ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ)، وقال الله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} الأحزاب 58.
قال الفاروف عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
(أظل أهاب الرجل حتى يتكلم، فإن تكلم سقط من عيني، أو رفع نفسه عندي).
وقديماً قال الفيلسوف اليوناني الشهير سقراط:
(تكلم حتى أراك).
وأنشد الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى:
لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُؤَادُهُ
فَلَمْ يَبْقَ إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالدَّمِ.
وٰقال الإمام الشافعي رحمه الله:
اِحـفَـظ لِسـانَكَ أَيُّـها الإِنسـانُ
لا يَـلــدَغَــنَّـكَ إِنَّــهُ ثُــعــبـانُ
كَم في المَقابِرِ مِن قَتيلِ لِسانِهِ
كـانَـت تَـهـابُ لِـقـاءَهُ الأَقـرانُ.
أما المقولة التي عنونت بها مقال اليوم فإنها مثل شعبي مشهور، يقول:
(لسانك حسانك، إن صنته صانك وإن هنته هانك).
وقد لفت نظري حديث شريف ورد فيه أن أعضاء الجسد كلها تتذلل للسان كل يوم كي لا يوردها المهالك!، هذا هو الحديث:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال: (إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا).
لذلك كان يلزم اللسان عبادة لاجمة كالصيام، وأي لجم أعظم من القول بكل وضوح بأن اللسان قد يذهب ثواب الصيام ويبطله!!!
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ)، لقد وجه نبينا صلى الله عليه وسلم الصائم بأن يحفظ لسانه ويراقبته أثناء الصيام، قال عليه الصلاة والسلام: (إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ).
ولعلي استعرضت هذا الحديث في مقال سابق من زاوية لجم النفس وتربيتها،
فإن المعاصي من كذب وغش وسب وشتم وغير ذلك تذهب أجر الصائم، بل تبطله بالإجماع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) رواه البخاري.
وقد فُسر قول الزور بالكذب أيضا، وأنه يعرض صوم الصائم للرد وعدم القبول، وقال ابن المنير: هو كناية عن عدم القبول، وقال ابن العربي المالكي في سير أعلام النبلاء: مقتضى هذا الحديث أَن لا يثاب على صيامه.
انتهى.
للأسف فإن عدد الذين يفسدون صيامهم منا بسبب حصائد اللسان لكثر، ولعلها فرصة في هذا الشهر الفضيل أن نعود ألسنتنا على ترديد (الباقيات الصالحات) لتصبح سجية وطبع مستدام لألسنتنا من بعد رمضان، قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (من سبح ثلاثاً وثلاثين وكبر ثلاثاً وثلاثين وحمد ثلاثاً وثلاثين وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، خلف الصلاة غفر له ذنبه ولو كان أكثر من زبد البحر.
وقال صلى الله عليه وسلم لأمنا فاطمة رضي الله عنها: (ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم؟ تسبحين ثلاثاً وثلاثين، وتحمدين ثلاثاً وثلاثين، وتكبرين أربعاً وثلاثين، حين تأخذين مضجعك).
وأختم بهدية قيمة، وهي خاطرة من خواطر الشيخ الشعراوي رحمه الله حيث قال:
(أمران يلجمان اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب، أولهما كثرة ترديد الباقيات الصالحات، والثاني أنك إذا ما أقبلت على شربة ماء فقسمه أثلاثًا، اشرب أول جرعة وقل: “بسم الله”، واشربها، ثم انته من الجرعة وقل: “الحمد الله”، وابتدئ الجرعة الثانية، وقل: “بسم الله”، وانته منها وقل: “الحمد لله”، ثم اختم بالثالثة وقل: “بسم الله”، واختمها بقولك: “الحمد لله”، فإذا أخذت شربة ماء بهذه الطريقة التي نقلت عن رسول الله “صلى الله عليه وسلم” طالما كان في جوفك ذلك الماء، فلن تحدثك ذرة بمعصية الله”.
اللهم احفظ ألسنتنا عن الكذب والغيبه والنميمه و قول ما لا يرضيك.
اللهم انطقنا بما تحب وترضى، واجعل ألسنتنا عامرة بذكرك وشكرك والصلاة والسلام على نبيك محمد وآله ماحيينا.
أسأل الله أن يعيننا على الصيام والقيام على تمامه، وأن يجعلنا وابناءنا وبناتنا وأهلنا من المعتوقة رقابهم من النار في هذا الشهر الكريم.
adilassoom@gmail.com
في رحاب الوطن هل ظهور حميدتي يضيف شي للمشهد السوداني لا اعتقد فقد سبق السيف العزل فات الاوان فات فات كتب /اسامة مهدي عبد الله
المشهد الإقليمي والعالمي والمشهد في الشرق الأوسط يشهد الان مواجهات مسلحه وحرب بين اسرائيل …