نقطة إرتكاز دكتور جادالله فضل المولي يكتب: الفخ الأمريكي والأزمة السودانية

وقوع أسلحةمتطورةوأجهزة تشويش أمريكية في يد الجيش السوداني بعد استردادها من مليشيات الدعم السريع خلق معادلة حساسة على المستويين الإقليمي والدولي.في هذه المرحلة تسعى الولايات المتحدة إلى احتواءتداعيات الأزمة، لا سيما في ظل مخاوفها من احتمال تسرب تلك التقنيات إلى خصومها الدوليين مثل روسيا والصين في المقابل ،تُشكل هذه الأزمة فرصة استراتيجية للجيش السوداني وقياداته لإدارة الموقف بذكاء وتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية.
تُواجه الإمارات اتهامات بتسليح مليشيات الدعم السريع، مما أوقع واشنطن في موقف محرج بعد أن انتهى المطاف بهذه الأسلحة في يد الجيش السوداني. تعمل الولايات المتحدة على الضغط على الإمارات بوقف دعمها للمليشيات مهدده بوقف أي دعم مستقبلي لها.
هنالك سيناريو أمريكي متوقع في استرجاع الأسلحة المتطورة ،من المتوقع أن تُرسل الإدارةالأمريكية وفداً أمنياًبغطاء دبلوماسي للتفاوض مع السودان بشأن استرجاع الأسلحةالمتطورة قد تشمل المفاوضات تقديم دعماً عينياًومادية،مبالغ مالية ضخمة وحوافز أمنية وسياسية والمشاركة في إعمار مادمرته الحرب وتبادل المصالح ،مع التعهد بإيقاف الحرب وإحلال السلام وذلك لإقناع الخرطوم بتسليم هذه الأسلحة. هذه الأسلحة المتطورة تعتبر الورقة الرابحة بيد السودان، وكرت ضغط نادرة يُمكن من خلالهاتحقيق مكاسب استراتيجية غير مسبوقة من واشنطن. لامانع من المصالح والدول تبني عليها لذلك يجب مطالبة واشنطن بالضغط على الإمارات لوقف دعمها للمليشيات والاعتراف بدورها التخريبي في السودان. وتحميل الإمارات مسؤولية الأضرار والانتهاكات وتعويض المتضررين. والحصول على دعم دولي في الدعوى المرفوعة ضد الإمارات في المحاكم الدولية.
إذا سلمت السودان الأسلحة المتطورة الأمريكية دون عرضها كدليل يُثبت تورط الإمارات في دعم المليشيات أمام المحاكم الدولية، فقد تضيع فرصة ثمينة لإثبات إدانتها بالجرائم التي ارتكبتها بحق الشعب السوداني.
هنالك مكاسب استراتيجية محتملة للسودان،يُمكن للسودان استغلال الموقف للمطالبة برفع العقوبات الاقتصادية والسياسية المفروضة عليه.الحصول على استثمارات مباشرة ودعم اقتصادي من واشنطن مقابل التعاون في قضية الأسلحة. تأمين اعتراف رسمي أمريكي بالحكومة السودانية وفتح قنوات شراكة جديدة معها.
السودان بحاجة إلى إدارة الموقف بعناية لتجنب أي تصعيد مع واشنطن أو القوى الإقليمية. استغلال الحرج الأمريكي بشأن هذه القضية لتحقيق مكاسب طويلة الأمد تُعزز من استقرار السودان وسيادته.يُمكن للخرطوم تحويل هذه الأزمة إلى نقطة انطلاق لبناء شراكات دولية جديدة واستعادة مكانتها على الساحة الدولية. حفظ الله السودان وشعبه.