نقطة إرتكاز دكتور جادالله فضل المولي يكتب: الشعب السوداني: إتألم وإتعلم

الشعب السوداني عانى كثيراً من أخطاء الماضي، ولكن الألم كان درساًعميقاً علّمه أن التغيير الحقيقي لا يمكن أن يحدث دون التعلم من التجارب السابقة. السودان اليوم بحاجة إلى أن يستوعب شعبه الدروس المستفاده من هذه الحرب، ويعمل بإصرار على بناء مستقبل أفضل يتجنب فيه الوقوع في نفس الأخطاء التي دفع ثمنها غالياً.
ماهي الدروس المستفادة من أخطاء الماضي؟.
يجب أن يعي الشعب من تجارب الماضي والتي أظهرت كيف يمكن أن يؤدي سوء الإدارة والخيارات السياسية الخاطئة إلى أزمات تعصف بالسودان. الشعب السوداني أصبح أكثر وعياًبضرورة المطالبة بالمحاسبة وتحقيق العدالة لضمان عدم تكرار تلك الأخطاء.
الانقسامات السياسية والاجتماعية وعدم قبول الآخر كانت مصدراً للأزمات، وهو درس تألم منه الكثير وتعلم السودانيين أن الوحدة الوطنية هي الأساس للتقدم والاستقرار.
علي الحكومة السودانية والشعب السوداني الابتعاد عن إعادة تدوير الفشل.من الضروري أن يرفض الشعب إعادة أولئك الذين فشلوا سابقاً في حكم السودان، فالتجارب أثبتت أن الاعتماد على نفس الوجوه لن يُغير الواقع. لا بد من البحث عن قادة جدد يمتلكون رؤية حقيقية وشاملة للنهوض بالبلاد السودان به كفاءات وطنية.الابتعاد عن إعادة التدوير يعني الابتعاد عن نفس الأساليب القديمة التي أثبتت فشلها، وتبني استراتيجيات جديدة تُركز على الإصلاح الجذري وعدم الوقوع في الخطأ.
يجب تقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية،فإن أحد أهم الدروس المستفادة هو أن المصالح الشخصية الضيقةتؤدي إلى شلل الدولة وانهيارها،بينماالمصلحةالعامة تُبني الدول وترتقي بها. يجب أن يُدرك كل سوداني أن الوطن هو البيت الذي يجمع الجميع، ويجب تقديمه على أي مكاسب شخصية أو فئوية. وأن يكون التعيين في أجهزةالدولةبناءً على الكفاءة والخبرة هذا هو الحل لضمان حسن إدارة الموارد والمؤسسات وتجاوز المجاملة والعلاقات الشخصية عند اختيار المسؤولين يُعتبر خطوة أساسية نحو الإصلاح.
الألم الذي عايشه الشعب السوداني كان مدرسةعظيمة ودرس قاسي ،التعلم من أخطاء الماضي وتجنب إعادة الفشل هوالسبيل لبناء سودان جديد يتقدم بمصلحة شعبه فوق أي اعتبار.الوحدة العدالة، والكفاءة هي الركائز التي يجب أن يعتمد عليها الشعب السوداني في مسيرته نحو المستقبل.حفظ الله السودان وشعبه.