وهج الكلم  د حسن التجاني  زيارة موفقة سعادتو هاشم…!!

خلال وجودي في ولاية القضارف مديرا للسجل المدني كنت كثير الحركة بحكم طبيعة عملي التي تستوجب الزيارات المتكررة بين الشوك والمفازة والقلابات والفشقة وغيرها من المحليات بالولاية بغرض الإشراف علي راحة المواطنين وتسهيل مهامهم في الحصول علي الواقعات الحياتية والقيد المدني المعروف بالرقم الوطني..

* من ضمن هذه الزيارات كنت ازور السجون بغرض الوقوف علي احوال الزملاء في هذه الإدارة المهمة التي تمثل عندي ماعون كبير لكل الأحوال الإنسانية الخاصة بالنزلاء وما لفت نظري ان السجن ليس هو مكان لانفاذ العقوبة الجنائية كما هو الحال ومعروف لكل الناس فحسب إنما هو حياة اخري اذا كانت جاهزة بمعاني الإنسانية تشكل مفهوم مدرسة يتعلم فيها النزيل اشياء لا تتيح له الحياة الخارجية بسلوكه مثلها .

* في القضارف سجن شيد بمواصفات عالمية تم فيه تضمين كل مطلوبات حفظ حقوق الإنسانية للفرد حتي الملاعب الرياضية واماكن إقامة مختلف المناشط للنزلاء كانت متوفرة ولك أن تقيس بعد ذلك كل ما هو يجب أن يكون …بنية تحتية حافظة للانسانية تماما.

* إدارة السجون علي عهد العميد موسي ابو شنب كما كان يحلو لنا مناداته طيب الله ذكراه حيا وميتا وهو علي قيد الحياة كانت تحسن معاملة النزيل كما نص عليها الحال قانونا ولائحة فتزبح لهم العجول لتوفير اللحوم إضافة للغذاء الذي كان متعهده الدكتور أبوبكر ربيع عبد الله رجل الأعمال المعروف كانت كل مطلوبات النزلاء علي ما يرام.

* هذا جانب… لكن ما يهمنا اكثر في هذا الأمر وقفت علي سور السجن فوجدت أن المساحة كبيرة لدرجة انك تشفق علي من قام بهذا الانشاء تكلفة وفكرة فكان السور وحده قصة تستحق الاحترام فدعوت لمن كان وراء هذا العمل الكبير في الانشاء خاصة أن السور تم تشييده بمواصفات العالمية التي نشاهده في كل دول العالم مواصفات تم فيها توفير كل مطلوبات السجون بدقة متناهية اما إدارات السجن في الداخل من حراسات وغرف النزلاء ومكاتب الإدارة والكهرباء والمياه تجعل من النزيل يقضي فترة بقائه فيها ليخرج للعالم الحر إنسانا اخرا بغير سلوكه ايا كان الذي جاء به اليه سجينا بفضل البرامج المختلفة التي تقدم له فيها.

* كل هذا العمل كان وراءه الفريق اول شرطة هاشم عثمان الحسين المدير الأسبق للشرطة..فقلت لله دره هذا الرجل نحن في الشرطة وكنا لا ندري ماذا كان يعمل …ولكنه في سرية تامة دون اعلام ودون ضوضاء قد فعل ما يجب أن يحترم عليه.

* ليس غريبا علي الفريق اول هاشم الذي أدار الشرطة بحنكة ورزانة لزمن ربما كان الأطول فترة بالبقاء فيها مديرا عاما مقارنة بمن سبقوه وبمن اتوا بعده ….فشيد العديد من المنشآت التي زينت الخرطوم وجعلتها عاصمة تشرف انسان السودان فكانت مجمعات الجمهور لخدمات الشرطة التي اخلص فيها النوايا بحق وحقيقة واحترم فيها الإنسان والمواطن التي سجل فيها ارفع درجات إعجابه خاصة (المغتربين) الذين توفرت لهم كل اجراءاتهم في مكان واحد دون عناء ولا تعب

كما كان من قبل.

* هذه البنيات التحتية التي أنشئت علي عهد هاشم جعلت المواطن قبل منسوبي الشرطة هو الأوفر حظا بها وهم الأكثر منفعة بالأعمال والخدمات التي توفرت لهم فيها …وكانت حديث مجتمع….أكدت تماما شعار الشرطة المرفوع (الشرطة في خدمة المواطن)

* صحيح البشر أصناف واشكال وسلوك فيه (الطالح) وفيه (الصالح).. تتوقف عليهم جودة تقديم الخدمات من عدمها.. وكل ونواياه ولا أجزم أن الشرطة كانت كلها عند حسن ظن هذا الفريق إنما كان يراقب نشاط هذه المجمعات بأجهزة اتصال ومراقبة من مكتبه مباشرة وكلما وجد ازدحام في كاونتر الخدمة تدخل بالاتصال المباشر مع مدير المجمع مساهما في معرفة المشكلة وحلها فورا .

* قصدت من هذا الوهج اليوم ذكري رجال قدموا للوطن كثيرا فيجب علينا أن نقول لكل من فعل جميلا في هذا الشعب انت جميل ….جميل بما صنعت وانجزت والتاريخ لن ينسي لك ذلك وان كان هو تاريخ الشرطة الذي لا يتجزأ يوما عن تاريخ الوطن.

* الفريق اول هاشم عثمان حسين

رجل صاحب عقلية أمنية واستراتيجية قل ما تجد مثالها اليوم بسهولة وليس معني كلامي هذا أن حواء التي أنجبت هاشما عاقرا بعده ان تنجب آخرين كثر ولكن هذا حقه علينا يجب أن نقوله بشجاعة واقدام وهو الذي شيد مساكن مجمعات الضباط بتطوير عن سكنات الشرطة التي كانت تعرف ب(اشلاقات) الشرطة او بالمفردة التركية ومسماها سابقا (قشلاقات)….فكان الضابط مميزا كما ينبغي ويكون.

* تذكرت كل هذا وقد شاهدت مبادرة رائعة للفريق اول هاشم الذي لم يغادر السودان لحظة منذ اندلاع الحرب التي دمرت كل ما قام بانجازه هاشم في الخرطوم وبعض الولايات التي اصابتها لعنة الجنجويد …لم يغادر هاشما السودان بل بقي فيه مرابطا ناصحا ومساندا لمعركة الكرامة بكل غال ونفيس فكان وجوده زائرا بكل الولايات متفقدا لاحوال الناس في كل مكان بحكم وطنيته فقط…يؤدي صلواته مع الناس في المساجد وتشهد له مساجد بورتسودان وكسلا وغيرها بانه لم يفكر في المغادرة والتي كانت بوسعه أن تأتيه مجرجرة ازيالها ليختار أين يذهب في كل دول العالم فالرجل قد برأته المحاكم من اتهامات طالته طيلة فترة الحرب وقد وقف طائعا للقضاء محترما القوانين وسيادة العدل مما يؤكد ان الرجل كان نظيفا عفيفا سليم الجانب فكان له ما أراد وبهدوء….انها الثقة فالذي قدمه هاشم للوطن والشرطة والمواطن معا لهو كفيل عند الله وهو وربه بأن نجاه من اتهامات لجنة التمكين المنحلة التي وقفت له في (العزيزة) زمنا.

* الزيارة التي قام بها الفريق اول هاشم ووفده الميمون لقوات الشعب المسلحة لهي خير دليل علي وقفته الوطنية ومؤازرته لها وهي تقوم باعمال وطنية كبيرة وانتصارات اعادة السودان لوضعه الطبيعي وانتزعته من أيادي الخونة والمرتزقة من الداخل والخارج الذين فعلوا بالبلاد ما فعلوا فشردوا وقتلوا ونهبوا واغتصبوا ومازالوا في دارفور وكردفان يفعلون كل سوئهم وخططهم الفاشلة ولكن الله اكبر عليهم فاهلنا في السودان كله لن يخيب الله لهم أملا ولا رجاء وهم يرفعون اكفهم (المتوضئة) الطاهرة لله فجل وعلا لا يردها الا وقد استجاب لهم …وهاهي البلاد تتعافي من (دنث) ووسخ العمالة والخيانة وستعود دارفور وكل (كردفاناتنا) لارض الوطن طاهرة نقية من سوء صنيعهم.

* زيارة يا سعادتك تؤكد نبلكم ووطنيتكم وحبكم لبلادكم ولقواتكم وقد قوبلتم بأحسن منها بل وفي كل المواقع العسكرية التي ذرتموها وستزورونها بإذن الله لله خالصة والوطن.

سطر فوق العادة :

نكتب في الوهج ليس لأشخاص بعينهم لكنا نكتب لافعال تصب في صالح الوطن وتدعم وتساند قواتنا المسلحة و(تطبب) الجراح وتغسل الغبن وتشجع علي الزود عن حياض الوطن وتدفع ولكن بالتي هي أحسن….شكرا الفريق اول شرطة هاشم عثمان الحسين …وشكرا لوفدك الميمون وشكرا لكل أبناء الوطن الذين يتناسون جراحاتهم لاجل ان يبقي السودان خالدا قويا سياديا يعز اهله ومواطنيه…وتبا للعملاء والخونة الذين سكنوا الفنادق بمال الغير لاجل الخيانة و(تلذذوا)باطعمتها التي كانت بثمن بخس لبيع وطنهم السودان العزيز والذين بإذن الله سيعيشون مشردين بلا وطن وبلا هوية وستلفظهم ذات الأيادي التي امتدت لهم زمنا لأنهم لم يحققوا لها غايتهم ومبتغاهم في وطن عزيز يحرسه الشرفاء من أبنائه أصحاب العقول التي شهدت لها كل البشرية بأنها لن تزل ولن تهان …ليبقي السودان.

(ان قدر لنا نعود)