منصة أشرف إبراهيم طبيب “محفوظ” بدعوات المقهورين
حرب مليشيا الدعم السريع المتمردة التي شنتها على الشعب السوداني حملت الكثير من القصص والمآسي والقهر والذل والتشريد والقتل وكل الجرائم، ومن بين هذه الكوارث والمحن برزت مواقف لرجال ونساء قدموا نماذج باهرة ومشرفة في الإسناد للمجتمع بعضهم عرفه الناس، وكثير منهم لايعرفهم إلا القليل ومن جمعتهم بهم محطات العطاء والمعاناة والإمتحان والبلاء.
*من النماذج التي تستحق الوقوف عندها والتوثيق لها الطبيب حبيب الله المحفوظ والذي قضى أكثر من عامين تحت حصار المليشيا في منطقة الجموعية وتحديداً قرية العيساوية الريف الجنوبي أم درمان بعد أن خرج رفقة أسرته الصغيرة من منزلهم في أمبدة ولم يسلم منزله الذي خرج منه من أيدي الأوباش فقد سرقوه وتعرض للتخريب والتدمير.
*الطبيب الإنسان حبيب كان في مقدوره الخروج مثلما فعل كثير من الناس ولا يلومه أحد فما كان يحدث في مناطق سيطرة المليشيا فوق الإحتمال ولكنه آثر أن يبقى مع الأهل في الجموعية يطبب المرضى ويداوي المواطن المحاصر في رقعة تحيط بها عصابات المليشيا من كل جانب، وفي عيادة صغيرة بجهده الشخصي كانت بمثابة طوق نجاة لمن هم حوله من الأمراض وانعدام المستشفيات والمراكز الطبية .
*لم يكتف حبيب الله بالقيام بالعمل الطبي الذي تخصص فيه ولكنه نهض بالعديد من المبادرات لدعم المواطنين في مناطق جنوب أم درمان موظفاً شبكة علاقاته المتميزة مع العديد من رموز المجتمع السياسيين ورجال الأعمال والناشطين في العمل التطوعي ومن جمعته معهم محطات عديدة في العمل الطلابي والشبابي والحزبي والمجتمعي.
*تعرض حبيب للعديد من المخاطر والإستهداف الشخصي بالقتل والإعتقال وإستهداف أسرته الصغيرة والكبيرة، ولكنه صبر ورابط ونجته دعوات الغلابة والمقهورين من مواطني الجموعية وغيرها الذين قدم لهم يد العون بطرق عديدة.
*أخيراً خرج الأخ والصديق حبيب الله المحفوظ قبل أيام من مناطق الجموعية بعد أن إستباحتها المليشيا بالكامل ولم يخرج لوحده كان في آخر أفواج العابرين من ضفة النيل الغربية الى الشرق ولايزال حتى كتابة هذه السطور مواصلاً مهمته النبيلة في مداواة الناس وإستقطاب الدعم والقوافل والمساعدات الطبية والغذائية لمن خرجوا من الجموعية شرقاً ونأمل أن تعينه مؤسسات الدولة الأخرى في مساعدة النازحين من الجموعية فهذه مهمة الدولة والمجتمع معاً.
شظايا الحروف… يكتبها خليل فتحي خليل شعب السودان اقوي (رغم المر مر العيد).؟
في ظل الاوضاع التي يعيشها الوطن الحبيب السودان في كل الاتجاهات جاء العيد وحزن النفوس مستقر…