نقطة إرتكاز  دكتور جادالله فضل المولي  يكتب : يا رئيس، سكت الخشامة 

في ظل الظروف الحرجة التي يمر بها السودان، يطالب الشعب السوداني بإحداث تغيير جذري في إدارة البلاد. تتطلب المرحلة قيادةتتجاوز التجاذبات السياسية وترتكز على الكفاءات القادرة على العبور بالسودان نحو الاستقرار. تشكيل حكومة كفاءات غير حزبية أصبح ضرورة وطنية وليس مجرد مطلب شعبي، فهو السبيل لإغلاق أبواب الفتن، وإفشال مخططات الجهات التي تُحاول استغلال المرحلة لصالح أجنداتها. هذا المقال يُناقش أهمية هذه الخطوة، وتأثيرها على المشهد السوداني.

السودان يحتاج إلى قيادة تُركز على إدارة الدولة.و تشكيل حكومة مستقلة يُزيل الشكوك ويُعيد الثقة في القرار الوطني بعيداً عن التحيزات السياسية.بقاء السودان بدون إدارة قوية يُتيح المجال لتدخلات خارجية تُهدد استقراره. حكومة كفاءات تضمن أن القرار السوداني يُدار داخلياً، بلا تأثيرات خارجية.وجود حكومة متماسكة يُوفر رسالة واضحة للمواطنين والعالم حول مستقبل السودان.

أولويات حكومة الكفاءات لإنقاذ السودان ومعالجة الأزمات الاقتصادية من خلال برامج عاجلةتُخفف العبء عن المواطنين إعادة بناء مؤسسات الدولةلضمان استدامة الحلول الاقتصادية تشكيل لجان متخصصة لإعادة الإعمار ،بإشراف مؤسسات غير حزبية. ضمان عودة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، المياه، والبنية التحتية.تطهير الدولة من المليشيات وأعوانهاوإنهاء أي وجود للمليشيات داخل المؤسسات الرسمية لضمان عمل الدولة بكفاءة.ومحاسبة المتورطين في دعم الفوضى واستغلال الدولة لمصالح خاصة.تقوية الأجهزة الأمنية لضمان استقرار السودان. والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية وفق أسس تحفظ حقوق الجميع.

ماهو الأثر الإيجابي لتشكيل حكومة كفاءات ؟.حكومة مستقلة تُعيد للسودانيين الأمل في وجود قيادة تعمل من أجل الوطن.ويُعزز ذلك وحدة الصف الداخلي ويُقلل من الانقسامات السياسية. حكومة قوية تُرسل رسالة واضحة بأن السودان قادر على إدارة نفسه بعيداً عن التلاعب السياسي الخارجي ويُساهم ذلك في تحسين علاقات السودان الدولية على أسس سليمة وتركز علي توحيد الخطاب الوطني ويُواجه الحملات الدعائية المعادية وتصدير صورة إيجابية عن السودان للعالم.

يا رئيس، القرار بين يديك. السودان بحاجة إلى حكومة كفاءات غير حزبية تُعيد له استقراره تُحفظ كرامته، وتُحقق تطلعات شعبه. سكت الخشامة، وأطلق السودان نحو مستقبل يُبنى بالعدالة، الأمن، والتنمية، بعيداً عن الحسابات الضيقةوالأجندات الخاصة. السودان يستحق قيادة تفكر في الوطن قبل كل شيء. حفظ الله السودان وشعبه.

meehad74@gmail.com