للحقيقة لسان رحمة عبدالمنعم (سوداني للاتصالات).. قبح اشعار وفضيحة الإدارة !

في الأوقات التي تمر فيها الأمم بمحن كبرى، وتتكالب على أوطانها الفواجع والحروب، كان الظن أن يكون كبار المسؤولين وأهم المؤسسات الوطنية أكثر حساسية لما يجري، وأشد التصاقاً بهموم المواطنين ،غير أن شركة سوداني للاتصالات، بما أثارته من جدل خلال الأيام الماضية، أثبتت أن بعض الكيانات لا تزال تمضي في طريق آخر، كأنها تعيش في كوكب مغاير لما يعيشه الناس في السودان المنكوب.
التغيير الأخير الذي أجرته “سوداني” على شعارها وهويتها البصرية قوبل بعاصفة من الاستهجان والسخرية، ليس فقط لقبح التصميم الذي ظهر به الشعار الجديد، ولكن أيضاً لكونه جاء في توقيت بالغ السوء، وفي مناخ عام لا يحتمل الترف الشكلي، ولا المزاج التجميلي، كانت منصات التواصل الاجتماعي خير مرآة لحجم السخط الشعبي، حيث تدفقت الانتقادات من ناشطين وإعلاميين وحتى من مواطنين عاديين، رأوا أن الشركة قد أهدرت أموالاً كان الأولى بها أن تسهم في تخفيف معاناة الناس بدل أن تنفقها على ممارسات تجميلية فارغة.
غير أن ما فجر الغضب أكثر، هو ما تسرب إلى وسائل الإعلام عن الحوافز الدولارية السخية التي يتمتع بها مجلس إدارة الشركة، وسط تساؤلات مشروعة: كيف يعقل أن تخصص هذه المبالغ الضخمة في بلد يئن تحت نير الحرب والجوع والنزوح؟ ولماذا يبدو المسؤولون، وعلى رأسهم الفريق إبراهيم جابر ـ رئيس مجلس إدارة الشركة وعضو مجلس السيادة ـ كأنهم في معزل عن واقع شعبهم؟
السخرية لم تتوقف عند حدود “قبح الشعار”، بل تجاوزتها إلى إدارة الشركة نفسها، حيث لم ينس السودانيون أن رئيس مجلس إدارتها شخصية عسكرية لا خبرة لها في عالم الاقتصاد والإدارة، ولا معرفة بنظريات السوق أو آليات النهوض بالمؤسسات، وأكثر من ذلك، استعاد الناس واقعة تعيين الرئيس التنفيذي لمجموعة سوداتل، مجدي طه، الذي اختار مستشاراً إعلامياً له من بين ناشطي اليسار المعروفين بعدائهم للحكومة الحالية، في خطوة أثارت حيرة المتابعين: هل عجزت سوداني عن العثور على كفاءات إعلامية وطنية وسط هذا الخضم الكبير من الإعلاميين الوطنيين؟
والأنكى أن الشركة، في عز أوجاع السودان، رعت لهذا المستشار ليالي رمضانية في القاهرة، وكأن دعم حفلات الغناء والرقيص أصبح أولى من دعم الأطفال الجوعى والمشردين في وطن أنهكته الحرب.
ولم تكتف إدارة سوداتل بالفشل الإداري،بل ذهبت عبر تصريحات مديرها العام إلى تزييف الوقائع. إذ خرج مجدي طه قبل أيام ليعلن أن الشركة كانت مثقلة بالديون والخسائر حين تولى إدارتها، وهو تصريح يكذبه سجل الشركة نفسه، التي كانت قبل مجيئه من أنجح شركات الاتصالات في البلاد، ما يضع الرجل تحت طائلة السؤال الصريح: إذا كانت سوداتل خاسرة، فلماذا بقيتَ حتى اليوم على رأس إدارتها؟
ما يثير الاستغراب حقاً، أن يتواصل هذا العبث دون مساءلة حقيقية، وكأن مؤسساتنا الوطنية تحولت إلى ملكيات خاصة يتصرف بها بعض القائمين عليها بلا رقيب ولا محاسبة،وحتى اللحظة، لم تقدم سوداني في ظل الحرب أي مبادرة جادة لدعم المواطنين أو توفير خدمات استثنائية لهم، بل أمعنت في فرض زيادات باهظة على الخدمات دون أن ترتقي بجودتها.
إن أزمة سوداني اليوم ليست أزمة شعار قبيح فحسب، بل أزمة إدارة غارقة في الفشل، وأزمة مسؤولية مهدورة في وطن ينزف ،ويبقى السؤال الملح: إلى متى تظل المؤسسات الوطنية الكبرى رهينة قرارات لا تعبر إلا عن قطيعة فادحة مع واقع الناس وطموحاتهم؟
قوة من المليشيا تعلن انسلاخها وانضمامها لقيادة الفرقة الرابعة مشاه الدمازين
الدمازين: الطيب محمد عبدالله أعلن قادة عسكريون من قوات مليشيا آل دقلو عن انضمامهم ل…