السفير دفع الله الحاج علي مخزون الخبرة والاتزان في قيادة سفينة السودان. بقلم: محمد مأمون بدر

يمثل السفير دفع الله الحاج علي نموذجاً فريداً للديبلوماسي المحنك والإداري القدير ومسيرته الحافلة في السلك الدبلوماسي والخارجية السودانية ثم في مواقع قيادية عدة أهّلته لأن يكون أحد أبرز الأسماء المؤهلة لقيادة دفة الحكم في هذه الفترة بالغة الحساسية.

عندما يُذكر اسم السفير دفع الله يتبادر إلى الذهن مباشرةً ذلك الرجل الهادئ الحكيم الذي استطاع خلال فترة عمله كناطق رسمي لحكومة السودان أن يترك بصمة مميزة في كيفية إدارة الخطاب الرسمي في أصعب الأوقات.

واليوم يعود هذا الرجل المخضرم ليتقلد منصباً أكثر حساسية كوزير لشؤون مجلس الوزراء ومكلّف بأعباء رئيس الوزراء في وقت يحتاج فيه السودان إلى حكمة من نوع خاص.

لا يمكن الحديث عن السفير دفع الله دون التوقف عند تجربته الرائدة كناطق رسمي للحكومة حيث :

أ/ وضع معايير جديدة للشفافية والمهنية في الخطاب الرسمي .

ب/ تميز بأسلوبه المتزن والواضح في نقل المعلومة

ت/ ابتعد عن التصريحات الانفعالية غير المحسوبة

ث/ نجح في بناء جسور من المصداقية مع وسائل الإعلام

لم تكن مهمته كسفير للسودان لدى المملكة العربية السعودية إلا امتداداً لمسيرته المتميزة حيث عزز العلاقات الثنائية بين البلدين وعمل على حماية مصالح الجالية السودانية وساهم في تطوير التعاون الاقتصادي كان حلقة وصل فعالة بين الحكومتين في جميع مفاوضات جده .

في خضم الحرب التي يمر بها السودان يأتي اختيار السفير دفع الله لعدة أسباب :

1. خبرة تراكمية في إدارة الأزمات بكفاءة

2. مصداقية عالية لدى مختلف الأطراف

3. فهمه العميق لتركيبة المشهد السوداني

4. حضور دولي مؤثر يعزز مكانة السودان.

5. اتزان وحكمة وسرعة بديهة في اتخاذ القرارات.

ستكون أمام سيادته جملة من التحديات الكبرى مثل إعادة ترتيب أولويات العمل الحكومي ومعالجة ملف الخدمات الأساسية وتنسيق الجهود بين الوزارات المختلفة و إدارة العلاقة مع الشركاء الدوليين والحفاظ على استقرار المؤسسة التنفيذية وادرة ملف الانتقال السياسي بمهارة وكفاءة عالية ومعالجة الأزمة الاقتصادية الخانقة .

إن تعيين شخصية بهذا القدر من الخبرة والاتزان هو رسالة واضحة بأن المرحلة تتطلب إدارة حكيمة تقوم على التدرج في معالجة الملفات والشفافية في الأداء وحوار الأطراف والأولوية لمصلحة المواطن.

إن السفير دفع الله يمثل ذلك الرجل الذي جمع بين خصال القيادة والإدارة والحكمة وهو ما تؤكده مسيرته الطويلة في خدمة الوطن إنها ثقة كبيرة في رجل كبير ونحن على يقين بأنه سيكون عند حسن الظن كما كان دائماً.

اللهم كن في عونه وسدد خطاه ووفقه لما فيه خير السودان وأهله.