فتح الرحمن النحاس يكتب عبد الرحمن حسن كان أُمة رحل الوفي رجل المهمات الصعبة.. مصرفي وطني لايشق له غبار.. في البر والإحسان سهمه مشهود..!!

من الناس من تستعصي سيرته علي التعبير عنها بحكم إحتشادها بالمعاني العظيمة ودسامة المواقف التي تختار امكنتها الرفيعة في ذاكرة التأريخ والزمن الحاضر، وهي بالضبط سيرة وحكاية الراحل المقيم عبد الرحمن حسن، كان شامة بين المصرفيين وكان أمة وكان رجل المهمات الصعبة كما يحلو لزملائه أن ينادوه بذلك…فهو المهني عاشق مهنته حتي الثمالة، يؤديها بوطنية لاتشوبها شائبة وإن جاءت عفوية، وشاردة من بين زحمة العمل المضني، ووطنيته غرست فيه كماً نوعياً من (التفاني) المهني والصدق في أداء الواجبات اليومية بلا رياء، فكان لايجامل في (الحق العام)، ولايرضي أن يغشاه إنحراف أوطمع (الطامعين)، وقد أرسي لهذا المبدأ (قاعدة ذهبية) ألزم بها العاملين معه ونصحهم بإرتيادها والتعامل معها بقدسية والقاعدة تقول لهم: (توقيع القلم في العمل المصرفي أمانة)..فما أعظمه شعار من إنتاج عبد الرحمن حسن..قاده (لنجاحات متوالية) تطبع بها أينما تسنم موقعاً قيادياً في أي مصرف..!!*

*عبد الرحمن من أهل (الصلاح والتقوي) يلازم الخشية من الله في أداء عمله، والتقوي انبتت فيه (الصبر الجميل) فجعله مسكناً له ينهمك داخله في ترتيبات العمل لايكل ولايمل ويطيل البقاء في المكتب وقد يمتد به العمل إلي منتصف الليل، فكان لاغرو أن (ينعش) بنوكاً كانت علي شفا الإنهيار فيكسبها العافية والريادة، وأسألوا عن ذلك في البنوك التي عمل فيها…وليس ذلك فقط بل استحق لقب (المصرفي المربي) يعلم العاملين معه الوفاء والجهد في تسيير العمل بحكم أن (العمل عبادة)، فيضمنوا بذلك استتباب حقوق الناس، وكان ذلك (سر تفوقه) في مهامه الصعبة، التي كساها بأخلاقيات المسلم (الورع التقي)..ثم كان طول يده في أعمال البر والإحسان حيث كان يقتطع من ماله الخاص مايسد به (حاجات المحتاجين) بلا من ولا أذي، وكان بيته هو بيت الصيفان يقف علي خدمتهم بكامل الاسرة زوجته الراحلة وأبنائه وبناته الذين زرع فيهم التدين وسماحة الخلق والبشاشة..!!

*صفحات مشرقة في العمل المصرفي تحكي ولاتكفي عن (سفر) جمال النفس الذي يحمل اسم عبد الرحمن حسن، فيا جميل النفس والصفات استرح وطب بإذن الله في عليائك سائلين الله أن يجعل مسكنك الفردوس الأعلي وان يجزيك عن وطنك وشعبك الجزاء الاوفر في جنة عرضها السموات والأرض، وستبقي فينا (بنكاً وطنياً سودانياً) يغذي شرايين حاضرنا ومستقبلنا بعبقريتك في ريادة الاعمال المصرفية…*

*لك الرحمة يارمز الوفاء، ولئن جاء فقدك مؤلماً، إلا أن العزاء في (شهادة) الكثيرين لك بأنك من الصالحين بإذن الله تعالي وحوله وقوته..*

*إنا لله وإنا إليه راجعون*