رضا حسن باعو يكتب….الطرق والجسور معركة كرامة أخرى! 

تتعدد ميادين القتال التي يقاتل فيها السودانيين عدوهم مليشيا الدعم السريع وداعميه فبينما يقاتل جنودنا البواسل ويقبضون علي الزناد في شتي المحاور حسما للمعارك العسكرية التي أوشكت علي نهاياتها ،الا أن هناك رجال خلص يقاتلون في ميادين لاتقل صعوبة عن الميادين العسكرية فمن بين هؤلاء نجد هيئة الطرق والجسور الزراع القوي لوزارة التنمية العمرانية تقوم بعمل ضخم في إعادة إعمار الطرق وانشاء أخري جديدة في ذات وقت الحرب.

يمثل جنود هيئة الطرق والجسور بقيادة المستشار جعفر حسن بلل جنود مجهولين في معركة الكرامة إذ يعملون علي صيانة الطرق والجسور حفاظاً علي الشبكة القومية للطرق التي تأثرت كثيراً في الآونة الأخيرة ،كيف لا وقد تحملت ضغوطاً كبيرة جداً أدت إلي تهالك بعضها،لكن هيئة الطرق والجسور نهضت من بين ركام ذلك وسعت للعمل حتي تسهم في إعادة إعمار الطرق والجسور بالصورة التي تليق بسودان مابعد الحرب الذي يطمح له جميع السودانيين في أن يكون الافضل في كل شيء.

خطة إسعافية وضعتها هيئة الطرق والجسور مثلما يقول بذلك المستشار جعفر حسن بلل تهدف لترقيع الطرق للمحافظة علي الشبكة القومية وذلك عبر التمويل الذاتي من موارد الهيئة حيث تنفذ عبر مقاولين بالإضافة لوحدة التدخل العاجل وكان ذلك في عدة طرق من بينها هيا سنكات وهيا كسلا ،وعطبرة هيا بالاضافة للطريق الدائري بورتسودان العبيدية ابو حمد وخشم القربة حلفا الجديدة،فضلا عن الجيلي شندي المتمة والحقنة وادي سيدنا ودرديب دبرلاي،فقد تمت صيانة كل هذه الطرق عبر سبعة شركات وطنية بكمية بلغت (١٨٧٠٠) طن بجانب تنفيذ نفرات صيانة للطرق بواسطة كوادر الهيئة وفقاً لما يعرف بالخطط الباردة وتبلغ كلفة النفرة الواحدة (٩٤٧٠٠) جنيه إضافة لتكلفة الحجر المكسور والاسفلت في طرق ام الطيور مروي والقضارف كسلا وربك سنار والملتقي دنقلا والخرطوم مدني.

خطة طموحة إسعافية وضعتها هيئة الطرق والجسور ترتكز علي إعادة إعمار الطرق القديمة بجانب طرق أخري تحت التشييد مثل طريق الدندر الحواتة قلع النحل القضارف بجانب صيانة الطرق الزراعية التي تربط مناطق الإنتاج بالأسواق فضلاً عن تركيب بوابات إلكترونية في محطات التحصيل وصيانة عاجلة للطريق الساحلي بورتسودان قبانيت وكبري دوليياي ،واهتمت الهيئة كذلك برفع مستوي السلامة المرورية علي شبكات الطرق القومية.

وبلغ طول الطرق الاسمنتية المسفلتة نحو (١٧٧١) كيلو والطرق الخرسانية حوالي (١٠٤٥) كيلو بينما يبلغ طول الطرق الزراعية المشيدة حوالي (٥٠٠) كيلو وهناك طرق تحت التشييد يبلغ طولها (٨١٣) كيلو ،ومن ضمن خطط الهيئة هناك طرب تحت إجراءات العطاءات ومشاريع تحت دراسات الجدوي يبلغ طولها (١٤٦٣) كيلو متر بالإضافة ل(١٦) كبري مشيدة علي الأنهار و(٢٦٥) كبري تحت التشييد و(٥) أخري مكتملة الدراسة والتصميم و(٧) تحت الدراسة فضلاً عن (٨) كباري مقترحة.

رغم عن المشاكل التي تواجه صناعة الطرق في البلاد إلا أن هناك خطة وأولويات لمشروعات جديدة يجري العمل علي تنفيذها في عدة ولايات وتنبع أهمية هذه الطرق في أنها تساهم في ترقية وتطوير ونقل ثروات البلاد الزراعية والبستانية والحيوانية بالإضافة لنقل المعادن والمساهمة في تطوير السياحة ،وياتي من أهم هذه الطرق طريق ابوجبيهة كلوقي تلودي بطول (١٥٠) كيلومتر والدمازين اقدي بوك بطول (١٨٠) كيلو متر ،والابيض ام كريوم المزورب سودري الذي يبلغ (٢٠٠) كيلومتر فضلاً عن طريق الدندر الحظيرة بطول (١١٨) كيلو متر ودنقلا ارقين العوينات بطول (٨٠٠) كيلو متر،بالاضافة لطريق الفاشر مليط الوخايم مجور الكرب الكيري الكفرة بطول (١٠٠٠) كيلومتر والنهود الضعين نيالا بطول (٤٣٦) كيلومتر وهو الطريق الذي يربط غرب كردفان بشمال وجنوب دارفور كطريق قاري يربط غرب السودان بأفريقيا.

كثر هي الطرق التي تعكف هيئة الطرق والجسور علي تنفيذها ضمن خطتها في سودان مابعد الحرب فهناك الكثير من الطرق القارية التي تربط جميع أنحاء البلاد ببعضها البعض الأمر الذي يسهم في تنمية وتطوير المناطق التي تعبر بها هذه الطرق بالإضافة إلي كونها تساهم في توفير الأمن في هذه المناطق وكل هذه الجهود تحسب للقائمين علي أمر الطرق والجسور بالبلاد وتؤكد أنهم يفكرون خارج الصندوق ويعملون كتفا بكتف مع قواتنا المسلحة التي تقاتل في ميادين العزة والكرامة لكن بطريقتهم يشيدون طرقا وجسورا وكباري حتي نري السودان الذي نحلم به جميعاً واقعاً معاشا.