استراتيجية الجيش الحفاظ على القوة مقابل إبقاء الأرض لاستنزاف العدو ندي عثمان عمر الشريف

في الحروب الحديثة، لم تعد السيطرة على الأرض وحدها مقياسًا للنصر، بل باتت القدرة على إدارة المعركة بذكاء، والحفاظ على القوة القتالية الفاعلة، هي الرهان الحقيقي. ومن هذا المنطلق، يمكن قراءة استراتيجية القوات المسلحة السودانية في تعاملها مع المليشيا المتمردة “قوات الدعم السريع” خلال الحرب الحالية.
الحفاظ على القوة أولاً
الجيش السوداني اختار في كثير من المواقع، خاصة داخل المدن المكتظة بالسكان، عدم الدخول في مواجهة مباشرة قد تؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين والقوات، مع حرصه على إعادة الانتشار وترك بعض المناطق مؤقتاً، في مقابل الحفاظ على بنيته القتالية سليمة، واستنزاف العدو على المدى الطويل.
. الاستنزاف بديلاً عن المواجهة المباشرة
الجيش يدرك أن الحروب الطويلة تضعف المليشيات التي لا تملك عمقًا تنظيميًا ولا اقتصادًا داعمًا مستقرًا. وكل يوم يمر، يُفقد العدو عناصره، ويفقد السيطرة الإدارية، وينهار أمام ضعف الإمداد وضغط البيئة المحلية الرافضة لوجوده.
ربما يرى البعض أن تأخر الجيش في استعادة بعض المدن الكبرى هو ضعف، لكن القراءة الاستراتيجية تؤكد أن الجيش يراهن على حرب النفس الطويل،بحيث يضرب عندما يضمن الحسم، ويكبد العدو خسائر لا يمكن تعويضها، بدلاً من إنجاز تكتيكي مكلف عسكرياً وبشرياً.
. إدارة الحرب وفق قواعد دولة
الجيش السوداني يخوض هذه المعركة كجيش وطني ينتمي لدولة، لا كمليشيا، لذا فهو يخضع لحسابات عسكرية، وأخلاقية، وسياسية، تراعي سلامة المدنيين والبنية التحتية، خلافًا للعدو الذي يستخدم الأرض والناس كدروع بشرية.
اختار الجيش السوداني أن يحارب بذكاء لا بحماقة،وأن يحافظ على قواته لتبقى هي صمام الأمان بعد الحرب. والذين يطالبون بالحسم الفوري، عليهم أن يدركوا أن النصر الحقيقي لا يُقاس بعدد الأحياء المحررة فقط، بل ببقاء الدولة وقوتها العسكرية قادرة على حماية ما بعد الحرب.
السودان يدين الهجوم على قطر
اصدرت وزارة الخارجية بيانا صحفيا ادانت فيه الهجوم على دولة قطر الشقبقة وفيما يلي نص البيان…