د.ابراهيم الصديق على يكتب الحكيم والفاضل: الوعي الجمعي.

استمعت إلى تسجيل من الشيخ محمد هاشم الحكيم عن رؤيته للرسول صلى الله عليه وسلم ، وتفسيرات لموقفه ، وأحترم وجهة نظره ، فهذا رأيه الشخصى ، لا يمكن أن نحاكمه عليه ، كما أننى وبعد الإستماع للتسجيل لا أجد في الأمر ما يستحق الهجوم عليه ، ولكن مع ذلك ، علينا إستخلاص بعض العبر والدروس من التفاعلات حول هذه القضية و قبلها بإسبوع شهدنا نقاشأت كذلك سيطرت على الساحة بعد حوار تلفزيوني مع السيد مبارك الفاضل..
وأول ما يمكن الخروج به من هذه التفاعلات هو : حجم الوعى الجمعي حول قضية الحرب في السودان ، فهناك اجماع جارف بالوقوف مع القوات المسلحة لدرجة ان مجرد زلة لسان أو سوء تعبير ، تحدث ضجيجاً وردود افعال متسارعة ، واحكام.. وهذا التداعي العام لتوترات الحرب والموقف صارم تجاه كل داعم للباغي ، وقد أخلى الشيخ الحكيم طرفه من دعم المليشيا المتمردة..
وقبل اسبوع نقلت تصريحات للسيد مبارك الفاضل وحظيت بقدر واسع من التنديد والانتقاد ، مع أنها امتداد لمواقف مبارك المتقلبة وذات الطابع (المرحلي) و(التكتيكي).. لقد مست الحرب الجميع ونالت من الجميع فى خاصة أنفسهم ومجتمعهم ، ولذلك تأتى ردود الأفعال كجزء من تنفيس هذا الضرر والأذى..
واظن هذه واحدة من افرازات الحرب ، هو الاستقامة على مبدأ الوطنية دون (لجاج) أو دخن وعدم التسامح مع أى إخلال بالمبدأ الوطنى..
وثاني الدروس : هو آفة النقل المنقوص أو عدم (الإبانة) فى طرح الرسالة وتوقيتها ومنبرها ، ولئن كانت الآراء حول أقوال مبارك الفاضل ذات دلالة تراكمية ، فإن حديث الشيخ محمد هاشم عن رؤية بعد الصلاة لم يحقق اكتمال التوضيح ، ولو أنه اعد مادة مشغولة (مثل تسجيله الصوتى) ربما كان الأمر اوفق..
لقد اتاحت وسائل التواصل الإجتماعي فرصة للكافة للتعبير عن آرائهم فى كل القضايا ، دون حدود ، أو معايير ، وهذا ما يحدث كثيراً من الضوضاء ، فإذا كنت انت من (عكر صفاء الماء فلا تلومن من اصطاد فيه)..
وثالث الدروس ، هو امكانية ربط ماضي الأحداث بالآنية و بالسوابق ، وفى هذا فائدة مهمة ، تعطى مؤشراً لصدقية حديث القائل وطريقة تفكيره ومنطلقاته ، وقد لا تخلو – أحياناً – من إنتهاز الفرص..
ورابع الدروس: هو ضرورة بلورة (مرجعية شرعية) حول قضية الحرب وطريقة التعامل معها من علماء الدين والفقهاء ، بما يمثل خارطة طريق أخرى ، واعتبارها ركيزة فى الحوارات والنقاشات وحتى قضايا (الميدان حول الاسرى والمختطفين ورد الحقوق والمساءلة) ، والخروج بتوصيف دقيق ، حول احكام البغاة أو الصائل..
حفظ الله البلاد والعباد

1 يونيو 2025م