ما مصير أوضاع اللاجئين السودانيين بعد وقف المساعدات الإنسانية الأمريكية؟ وما هو دور المانحين لإنقاذ أوضاعهم؟ عباس حمدون/ محامي وناشط حقوقي

يعاني اللاجئون السودانيون من وضع إنساني صعب في الدول التي تستضيفهم، وذلك بسبب توقف المساعدات الإنسانية الأمريكية. تستقبل دول مثل (تشاد، أوغندا، مصر، ليبيا، إثيوبيا، كينيا، رواندا) أعدادًا كبيرة من اللاجئين. تختلف كل دولة في طريقة توزيع المساعدات، بناءً على الاتفاقيات بين الحكومة والأمم المتحدة. تتولى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) مسؤولية التنسيق مع المنظمات والهيئات الإقليمية الأخرى.

تتزايد المشاكل التي يواجهها اللاجئون السودانيون. قيادات اللاجئين في الدول المضيفة والإعلام المحلي بدأوا في التحذير من خطورة الوضع، وناشدوا المانحين والجهات الخيرية لتقديم المساعدة. على سبيل المثال، لخص اللاجئون السودانيون في تشاد معاناتهم بعد توقف المساعدات، وطالبوا الحكومة بتحسين الأوضاع وتخفيف المعاناة. في أوغندا، يواجه اللاجئون صعوبات إضافية متمثلة في انتشار الأمراض التي تهدد حياة اللاجئين السودانيين. العلاج في أوغندا، خاصة في المستشفيات غير الحكومية، مكلف جدًا. قد تصل تكلفة الإقامة في المستشفى ليوم واحد إلى 300 دولار. أما المستشفيات الحكومية تعاني من تقديم الخدمات الصحية المتكاملة، بالإضافة إلى ذلك، البيئة والنظام الغذائي المألوف لدينا في السودان يختلفان عن أوغندا ، مما يزيد المشاكل الصحية. نتيجة لذلك، ارتفعت نسبة الوفيات بين السودانيين بسبب الأمراض، حيث تحدث حالة وفاة تقريبًا كل يوم.

أما في مصر وليبيا وإثيوبيا، على الرغم من معاناة اللاجئين، تفضل الحكومات عودتهم الطوعية إلى السودان، معتبرة أن الاستقرار الأمني عاد في العاصمة وبعض الولايات.

“دور الجهات المانحة والخيرية في هذا الوضع”

المنظمات والدول والجهات الخيرية (المانحين) والتي تعمل خارج نطاق رعاية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تقدم المساعدات وفقًا لشروطها ونطاقها الجغرافي المحدد. تشمل هذه الجهات في أوغندا (منظمة العون المباشر الكويتية، ومنظمة Give Directly، والجهات التي تعمل تحت مظلة دولة الإمارات). على الرغم من أن هذه المنظمات قدمت بعض المساعدات الإنسانية بعد قرار وقف المساعدات الأمريكية، إلا أن البعض منها لا تقدم مساعدات إلا عن طريق خطابات الحاجة التي تصدر من قيادة مجتمع اللاجئين السودانيين. لذلك، يبقى مصير الأوضاع الإنسانية مجهولًا، ويعتمد على تدخل المحكمة الفيدرالية الأمريكية بشأن القرارات المتعلقة بإيقاف المساعدات.

حفظ الله السودان وأهله، وأعادهم إلى عزهم القديم.

٢٠٢٥/٦/٢