نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب: السودان والصراع الدولي.. هل يُفرض الحل دون إرادة السودانيين؟

في ظل الحرب الدائرة في السودان، برزت محاولات دولية لعقد اجتماعات تهدف إلى وقف الاقتتال دون التشاور مع الحكومة السودانية ، الأمر الذي يثير تساؤلات جوهرية حول من له الحق في تقرير مصير السودان؟ هل يُمكن لدول مثل أمريكا، الإمارات، والسعوديةأن تفرض حلولاً دون العودة إلى أصحاب الأرض الذين يعيشون المعاناة؟كيف يمكن فهم هذه التدخلات؟ وما هي الأهداف الحقيقية وراء هذه الاجتماعات الدولية؟.
تشير التقارير المحلية والدولية بأن دويلة الشر تقدم الإمدادات والأسلحة والتسهيلات اللوجستية التي ساهمت في استمرار الحرب. بدلاً من الدفع نحو حل حقيقي، كان دعمها للمليشيا وسبباً في زيادة حدة الاقتتال، وإطالة أمد الحرب. الاجتماعات الدولية تتجاهل الدور الإماراتي في إشعال الحرب،بينما تُعقد اللقاءات لا يوجد إدانة واضحة للدعم الإماراتي للميليشيا، مما يُثير شكوكاً حول أهداف هذه الاجتماعات.إذا كان المجتمع الدولي يريد حل الأزمة، لماذا لا يبدأ بإيقاف دعم المليشيات أولاً؟.
بعد فشل المشروع العسكري للميليشيات، هناك محاولات لإعادة تشكيل المشهد السياسي، حيث تسعى القوى الدولية إلى إعادة ترتيب الوضع دون معالجة جذور الأزمة.بدلاً من الضغط على الإمارات، يُطرح الحل السياسي كإعادة تدوير للصراع،بدلًا من إدانة الفاعلين الحقيقيين في الأزمة، يتم طرح حلول تستهدف إعادة تموضع القوى دون تغيير حقيقي.السودان بحاجة إلى حلول قائمة على سيادته وليس وفق مصالح الآخرين،الحل لا يكمن في مفاوضات تُفرض من الخارج، بل في قرار سوداني داخلي يُحدد مصير البلاد بعيداً عن التدخلات الخارجية.يجب أن يكون الحل سودانياًخالصاً، وليس مُفصلاً وفق مصالح القوى الدولية.
هذا اللقاء الذي ضم هذه الدول اعتبار الصراع تهديداً للمصالح الإقليمية دون النظر إلى معاناة السودانيين يُقال إن الحرب تهدد استقرار المنطقة، لكن لماذا لم تكن هذه المخاوف موجودة منذ بداية النزاع؟. عندما تكون المصالح الإقليمية مهددة، يبدأ التحرك الدولي، بينما يستمر تجاهل المجازر والانتهاكات اليومية التي ترتكبها الامارات في السودان.هل التقدم العسكري للجيش السوداني هو السبب وراء التحركات الدولية؟ بعد سنوات من الحرب، ومع تقدم الجيش السوداني نحو تحقيق السيطرة وإرساء الأمن، بدأ الحديث عن ضرورة وقف القتال والتفاوض. هل جاءت التحركات الدولية كرد فعل على انهيار مشروع المليشيا وليس بدافع حقيقي لتحقيق السلام؟
السودانيون يرون الحل العسكري هو الطريق لإنهاء الفوضى،بعد سنوات من القتل، النهب، والدمار، لا يمكن للسودان أن يقبل بحلول سياسية تبقي الوضع كما هو.عدم ثقة السودانيين في الحلول القادمة من الخارج،والتجربة أثبتت أن الحلول الخارجية لم تكن يوماً قائمة على مصلحة السودان، بل على مصالح القوى الفاعلة في النزاع. لايُمكن الحديث عن مفاوضات في ظل استمرار الدعم العسكري والمالي للميليشيا من قبل الإمارات التي تُهدد استقرار السودان.يريدون السودانيون حسماً عسكرياً يُنهي وجود المليشيات، لا تسويات سياسية تُعيد تدوير الأزمة.
السودان يجب أن يُقرر مصيره بعيداً عن التدخلات الدولية التي تُحاول فرض حلول تُناسب مصالحها أكثر مما تخدم أمن السودان واستقراره.حفظ الله السودان وشعبه.
meehad74@gmail.com
غرفة طوارئ امتحانات الشهادة الثانوية تعلن اكتمال الاستعدادات لعقد الامتحان الاحد المقبل
بورتسودان: 5minute-news اعلنت غرفة طوارئ ترتيبات امتحانات الشهادة الثانوية المؤجلة –…