نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب: العقول المتعلمة في قيادة الدول.. نحو حكومة كفاءات وطنية مستقلة

في عالم السياسة والإدارة، يُعتبر الأكاديميون أحد أهم الفئات التي تمتلك المعرفة النظرية والخبرة العلمية،مما يُمكنهم من تقديم رؤى استراتيجية في إدارة الدولة ومع ذلك، فإن القيادة الفعالة لا تعتمد فقط على المعرفة الأكاديمية، بل تحتاج إلى خبرة عملية تُعزز القدرة على اتخاذ قرارات واقعية وتنفيذية.كيف يمكن للدولة تحقيق التوازن بين الاستفادة من العقول الأكاديمية وضمان وجود قيادات تمتلك الخبرة العملية؟

توفير رؤى استراتيجية قائمة على البحث العلمي، الأكاديميون يُساهمون في تحليل المشكلات ووضع حلول قائمة على دراسات دقيقة بدلاًمن القرارات العشوائية.تقديم سياسات مبنية على المعرفة العميقة في مختلف المجالات، سواء في الاقتصاد، الصحة، التعليم، أو التخطيط العمراني، فإن الأكاديميين لديهم القدرة على صياغة سياسات طويلة الأمد تُحقق تنمية مستدامة. وجود أكاديميين في المناصب الحكومية يُساعد في إرساء قواعد للحكم الرشيد، وتحقيق الإدارة الفعالة للمؤسسات الوطنية.المعرفة الأكاديمية تُساعد في تحقيق سياسات دقيقة، لكن التنفيذ الفعلي يحتاج إلى مهارات قيادية قوية.

ماهي تحديات الاعتماد على الأكاديميين فقط في الإدارة؟.غياب الخبرة العملية يُؤدي إلى ضعف التنفيذ، المعرفة النظرية لا تكفي، إذ يحتاج القادة إلى مهارات اتخاذ القرار في الأوقات الحرجة. بعض الأكاديميين قد يكونون بارعين في التحليل، لكنهم يفتقرون إلى فهم الديناميكيات السياسية الواقعية،وعدم الإلمام بالممارسات السياسية والدبلوماسية. التوازن بين العلم والخبرة يُحقق أفضل النتائج في قيادة الدولة وهذه ضرورة حتمية لوجود شخصيات تجمع بين الفكر والتنفيذ.الاعتماد على الأكاديميين فقط قد يؤدي إلى قرارات غير عملية، مما يتطلب وجود شخصيات تمتلك الخبرة التنفيذية.

كيف يمكن موازنة الاختيار بين الكفاءة العلمية والخبرة العملية؟. الدولة بحاجة إلى فرق قيادية تجمع بين الفكر الاستراتيجي والخبرة التنفيذية. اختيار القوي الأمين بدلاًمن الاعتماد على الألقاب الأكاديمية يجب أن يكون القرارقائماً على النزاهة والقدرة على تنفيذالسياسات بفعالية. يمكن أن يكون هناك آليات تشاورية مستمرة بين الأكاديميين وصناع القرار لضمان تحقيق التوازن المطلوب.أفضل الحكومات هي تلك التي تجمع بين الفكر الأكاديمي والخبرة العملية لتحقيق قرارات فعالة ومستدامة.

المعرفة وحدها لا تكفي، والتنفيذ بلا رؤية يؤدي إلى الفوضى، لهذا يجب أن يكون الحكم قائماً على مزيج من العلم والتجربة العملية.حفظ الله السودان وشعبه.

meehad74@gmail.com