نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب : الفتنة ترتد على صُنّاعها

في عالم السياسة والصراعات الدولية، هناك قاعدة ثابتة لا تتغيرمن يزرع الفتن، يحصد الأزمات. فالتاريخ مليء بالأمثلة التي تُظهر كيف أن الدول التي تُشعل النزاعات في الخارج تجد نفسهالاحقاً في مواجهة اضطرابات داخلية تُرهقها ، وتجعلها غير قادرة على إيجاد حلول لأزماتها.

الاستقرار الحقيقي لا يُبنى على الفتن، بل على التوازن والعدل والتعايش. فالدول التي تتجاهل هذه القواعد تجد نفسها أمام دوامة يصعب الخروج منها، حيث تتحول من لاعبٍ مؤثر إلى ضحيةٍ لصراعاتها الخاصة.

هناك العديد من الأمثلة التاريخية التي تعكس هذه الحقيقة، ومنها الاتحاد السوفييتي سابقاً دعم الحركات الثورية حول العالم، لكنه انهار داخلياً بسبب الأزمات الاقتصادية والتوترات السياسية ، مما أدى إلى تفكك دوله التابعة. الولايات المتحدة خلال حرب فيتنام،انشغلت بصراع خارجي طويل الأمد، مما أدى إلى احتجاجات شعبية واسعة وأزمة ثقة بين الشعب والحكومة ،دفعتها لاحقاً إلى مراجعة استراتيجياتها. الإمبراطوريات الاستعمارية مثل بريطانيا وفرنسا، التي فرضت نفوذها على دول أخرى، لكنها واجهت ثورات داخلية وانهيارات اقتصادية أجبرتها على الانسحاب. هذه الأمثلة تُظهر أن إثارة الفتن الخارجية لا تمر دون عواقب، فالدول التي تتدخل في شؤون غيرها تجد نفسها في النهاية محاصرة بأزماتها الداخلية.

الفتنة السياسية والاقتصادية هل تتكرر الدائرة؟.في العصر الحديث، هناك دول تتدخل في شؤون غيرها، دون إدراك أن النار التي أشعلتها في الخارج قد تمتد لتحرق الداخل. فالتدخلات السياسية والعسكرية قد تؤدي إلى اضطرابات داخلية، انهيار اقتصادي، أو حتى ثورات شعبية.

التاريخ يُظهر أن الفتن الخارجية ترتد دائماً على أصحابها ، مهما طال الزمن. فالدول التي تتجاهل هذه الحقيقة تجد نفسها في مواجهة أزمات داخلية لا مفر منها ، حيث يصبح البحث عن الحلول أكثر تعقيداً مما كان متوقعاً.فهل تعي حكومة أبوظبي الدروس التاريخية والسنن الكونية وترفع يدها من دعم المليشيا؟.الأيام القادمة وحدها ستكشف الإجابة.حفظ الله السودان وشعبه.

meehad74@gmail.com