نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب: طمس الهوية ونهب الحضارات… السودان في مواجهة حرب وجودية

في خضم الحرب التي عصفت بالسودان، لم يكن الدمار مقتصراً على البنية التحتية أو الاقتصاد، بل امتد ليشمل الهوية الوطنية والتراث الحضاري، في محاولة ممنهجة لطمس تاريخ هذا البلد العريق.

لم يكن الاستهداف مقتصراً على الذهب والأموال والمدخرات ، بل امتد ليشمل المواقع الأثرية والموروث الثقافي ، حيث تعرضت المتاحف والمكتبات ودور الثقافة للنهب والتدمير، مما يهدد بفقدان أجزاء مهمة من تاريخ السودان المسجل في الوثائق والمخطوطات القديمة.

طمس الهوية الوطنية… مخطط أم نتيجة؟.الحرب لم تكن مجرد صراع سياسي أو عسكري، بل حملت في طياتها محاولات لتغيير التركيبة الديموغرافية، وفرض واقع جديد على السودان، حيث تم تهجير السكان الأصليين من مناطقهم التاريخية، وإعادة توطين مجموعات أخرى، مما يهدد التوازن الثقافي والاجتماعي للبلاد.

هل كان الهدف إخفاء السودان عن الوجود؟.عندما يُستهدف التراث، وتُنهب الحضارات، وتُطمس الهوية، فإن الأمر يتجاوز مجرد حرب تقليدية ليصبح حرباً وجودية تهدف إلى إعادة تشكيل السودان وفق رؤية جديدة لا تعكس تاريخه الحقيقي.

السودان ليس مجرد أرض، بل تاريخ ممتد عبر العصور، وما يحدث اليوم ليس مجرد صراع سياسي، بل معركة للحفاظ على الوجود والهوية. فهل يعي سياسيو بلادي الدرس ويفوتوا الفرصة علي الاعداء ويتوحدو من أجل السودان؟.الأيام القادمة وحدها ستكشف الإجابة.حفظ الله السودان وشعبه.

meehad74@gmail.com