نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب: ناكر الجميل لا يستحق المساعدة: السودان بين الوفاء والجحود
في عالمٍ تتكرر فيه قصص الجحود ونكران الجميل ، تبرز قصة المرأة والأفعى كرمزٍ خالدٍ للحكمة. فقد أنقذت المرأة الأفعى من الموت، لكنها فوجئت بأن رد الجميل كان لدغة غادرة ، لأن الأفعى أقسمت أن تلدغ كل من يساعدها، قائلة هذا طبعي،والطبع لا يتغير مهما حدث.
هذه القصة ليست مجرد حكاية، بل انعكاسٌ لواقعٍ يعيشه السودان اليوم. فقد كان السودان عبر تاريخه ملاذاً آمناً لكثير من الدول الإقليميةوالعربية والإفريقيةحيث فتح أبوابه للمحتاجين،وقدم الدعم في أحلك الظروف، وساهم في نهضة العديد من الدول. ومن بين هذه الدول حكومة أبوظبي والتي نهضة بأيد سودانية،فقد كان الغدر شيمة الأفعي .وحين احتاج السودان إلى وقفة صادقة من جيرانه، عضّوا اليد التي امتدت لهم ، وبدلاً من تقديم الإيواء والطعام للنازحين قدموا الذخائر والأسلحة الفتاكة للمليشيا وساهموا في تأجيج الصراع الداخلي.
لطالما كان السودان رمزاً للكرم والتضامن ، حيث لم يتردد في دعم حكومة أبوظبي والدول المجاورة سياسياً واقتصادياً وساهم في نهضة كثير من الدول واحتضن اللاجئين في أوقات الأزمات. لكن في لحظة الحقيقة، وجد السودان نفسه وحيداً في مواجهة التحديات ، حيث تحولت بعض الدول التي استفادت من دعمه إلى أطرافٍ تغذي الصراع بدلاً من المساعدة في إنهائه.
ماهي دروس المستفادة من قصة الأفعى والمرأة؟.ليس كل من تحسن إليه يقدر المعروف ، فهناك من يرى المساعدة ضعفاً ويستغلها لمصالحه الخاصة.الجحود لا يتغير مهما فعلت ، ومن اعتاد نكران الجميل لن يتحول إلى حليفٍ صادقٍ بين ليلةٍ وضحاها.علي السودان أن يعيد حساباته ، ويحدد من هم أصدقاؤه الحقيقيون ومن هم المتربصون الذين لا يرون فيه سوى فرصة لتحقيق مصالحهم .
السودان يمرض ولكنه لن يموت ولن يسقط تحت الحجر،كما قرر الذئب أن تبقى الأفعى تحت الحجر لأنها لا تستحق النجاة فإن السودان يجب أن يدرك أن الاعتماد على من لا يقدر المعروف هو خطأ استراتيجي. المستقبل لن يُبنى إلا على تحالفات صادقة وشراكات قائمةعلى الاحترام المتبادل ، وليس على وعودٍ زائفةٍ من أطرافٍ لا ترى في السودان سوى ساحةٍ لتحقيق مصالحها. حفظ الله السودان وشعبه.
meehad74@gmail.com
مؤتمر شبابي سوداني لإعادة الإعمار تحت شعار “يلاك نِعَمّر”.. بمشاركة 300 شاب وشابة
أعلنت الأستاذة أميرة الفاضل رئيس مجلس إدارة جمعية “إسناد” لدعم المتضررين بالحر…