جهود السودان واستراتيجية الأمم المتحدة في مكافحةخطاب الكراهية   بروفيسور علي عيسى عبدالرحمن

*الجمعة20 يونيو 2025*

في الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية ، ها هو المشروع الوطني لإصلاح وإعمار النسيج المجتمعي السوداني ينداح في ربوع السودان وفد تكونت الأجهزة التنفيذية لإصلاح وإعمار النسيج المجتمعي السوداني بكل ولايات السودان عدا الولايات التي يجثم عليها فلول الدعم السريع.

هذه الآليات التي تمثلت فيقطاع المرأة والشباب والإدارات الأهلية وقطاع الطلاب والطوائف الإسلامية وقطاع الرياضة والقطاع الثقافي وقطاع الشرطة المجتمعية الذي يقوده كبار قادة الشرطة وقطاعات مهنية بقيادة كفاءات مهنية قضاة ونقابة المحامين والصحفيين عوضا عن أمانات مهنية تنفيذية ( أمانة الكراسي العلمية والبحوث والدراسات والندوات ومحاور متخصصة .

كل هذا تحت إشراف هيئة علماء السودان ومنتدى نهضة السودان ومركز بناء الأمة والكثير جدا من شركاء الإنجاز من قوى سياسية ومجتمعية وثقافية ووطنيين .

ياتي هذا المشروع السوداني لإصلاح وإعمار المجتمع وهو بمثابة مشروع القرن العالمي في مجال الإصلاح الاجتماعي فهو غير مسبوق عالميا ، لذلك يرجى منه أن يكون أنموذجا تهتدي به دول العالم لإصلاح وإعمار نسيج مجتمعاتها سيما التي تعرضت لهزة أخلت بتوازنها المجتمعي .

هذا المشروع الوطني بانتهاء مراحله يكون السودان قد بلغ مرحلة التسامح الوطني والتعايش السلمي والتعافى من الأمراض المجتمعيّة التي تعززت بنشوب هذه الحرب القذرة التي أستخدم فيها الدعم السريع كل الأساليب والوسائل لتدمير قيم المجتمع السوداني.

*الأمم المتحدة ومكافحة خطاب الكراهية*

استجابة للاتجاهات المثيرة للقلق المتمثلة في تصاعد خطاب الكراهية حول العالم، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش استراتيجية وخطة عمل الأمم المتحدة بشأن خطاب الكراهية في 18 حزيران/يونيو 2019.

تسعى هذه الاستراتيجية إلى تعزيز استجابة الأمم المتحدة للظاهرة العالمية لخطاب الكراهية، وهي نتيجة للتعاون الوثيق بين 16 كيانًا في إطار فريق الأمم المتحدة العامل المعني بخطاب الكراهية وينسقها المستشار الخاص للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية.

تلتزم الاستراتيجية التزامًا راسخًا بتكثيف العمل المنسق للتصدي لخطاب الكراهية، على المستويين العالمي والوطني.

التصدي لخطاب الكراهية يعني منع تصعيد خطاب الكراهية من أن يتحول إلى شيء أكثر خطورة، لا سيما التحريض على التمييز والعداوة والعنف، وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي”

*الرؤية والأهداف الرئيسة*

تقر الاستراتيجية وخطة العمل الأممية بأن خطاب الكراهية لديه القدرة على التحريض على العنف وتقويض الوحدة الاجتماعية. كما تقر بأن خطاب الكراهية مهّد لجرائم فظيعة، بما في ذلك الإبادة الجماعية، على مدى السنوات الـ 75 الماضية.

تستند الاستراتيجية على تنسيق الجهود عبر منظومة الأمم المتحدة من أجل تحديد خطاب الكراهية ومنعه ومواجهته في المعايير الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في حرية الرأي والتعبير، ومبادئ المساواة وعدم التمييز، فضلاً عن الحقوق الأساسية الأخرى.

*هدف الاستراتيجية* :

1.تعزيز جهود الأمم المتحدة لمعالجة الأسباب الجذرية والدوافع لخطاب الكراهية بطريقة منسقة، مع التركيز على التعليم كأداة وقائية لزيادة الوعي وبناء الوحدة.

تهدف بذلك الاستراتيجية إلى منح الأمم المتحدة المجال والموارد لمعالجة خطاب الكراهية، الذي يشكل تهديدًا لمبادئ الأمم المتحدة وقيمها وبرامجها. وتوجه منظومة الأمم المتحدة بشأن كيفية معالجة خطاب الكراهية وتتضمن سبلا لدعم عمل المنسقين المقيمين للأمم المتحدة في معالجة خطاب الكراهية ومكافحته على أرض الواقع.

2.التركيز على استجابة الأمم المتحدة لتأثير خطاب الكراهية على المجتمعات، مع التركيز على إشراك الجهات الفاعلة ذات الصلة، وتعزيز الدعوة، ووضع إرشادات للخطابات المضادة.

*المبادئ والالتزامات الرئيسة للاستراتيجية*

تتألف الاستراتيجية وخطة العمل من 13 التزامًا للعمل من قبل منظومة الأمم المتحدة، بناءً على أربعة مبادئ رئيسة:

1.يجب أن تتوافق الاستراتيجية وتنفيذها مع الحق في حرية الرأي والتعبير، حيث تدعم الأمم المتحدة زيادة الخطاب الإيجابي، وليس التقليل من الكلام، باعتباره الوسيلة الرئيسية للتصدي لخطاب الكراهية.

2.إن معالجة خطاب الكراهية مسؤولية الجميع. وهذا ما يعني أن نعمل جميعًا بدءًا بالأفراد وصولا إلى الحكومات والمجتمعات والقطاع الخاص.

3.تعتزم الأمم المتحدة دعم جيل جديد من المواطنين الرقميين، المخول لهم التعرف على خطاب الكراهية ورفضه والوقوف في وجهه في العصر الرقمي.

4.بما أن العمل الفعال يجب أن يكون مدعومًا بمعرفة أفضل، فإن الاستراتيجية تدعو إلى تنسيق جمع البيانات والأبحاث، بما في ذلك الأسباب الجذرية والظروف التي تؤدي إلى خطاب الكراهية.