رحمة عبدالمنعم يكتب: (راجعين للفرحة )..شكراً منظومة الصناعات الدفاعية
في زحام الأيام الثقيلة، وبين حطام المدن والقلوب، تتوارى الأحلام تحت ركام الحرب، ويغدو الوطن في الذاكرة كطيف بعيد، يشبه القصص القديمة التي كان يحكيها الأجداد عن المجد والمروءة والمآثر،لكن، من بين هذا الركام، يولد فعل صغير في حجمه، كبير في معناه، يردّ للإنسان شيئاً من إنسانيته، ويوقظ فيه يقيناً بأن الخير، وإن طال غيابه، لا يموت..
ظللت أتابع ـ بصمت يعقبه إعجاب ـ المبادرة الوطنية “راجعين”، التي أطلقتها منظومة الصناعات الدفاعية،تحت رعاية ومتابعة مباشرة من الجنرال الهمام الفريق أول مهندس ميرغني إدريس، الرجل الذي أثبت أن العطاء للوطن لا يُقاس بالقول، بل بالفعل الصادق في أوقات الشدة ،وما قامت به المنظومة، بتفويجها المنتظم والدقيق لآلاف السودانيين العائدين من جمهورية مصر العربية عبر باصات مريحة، مجانية، آمنة، هو فعل يرقى إلى مصاف المواقف الوطنية الخالدة، لأنه استهدف الكرامة قبل الجسد، والروح قبل الوجهة..
لم تكن العودة الطوعية مجرد تفويج عادي للاجئين، بل كانت تجسيداً عميقاً لمعنى أن يكون الوطن حاضراً في ظهر الغائبين، وأن تتجاوز المؤسسة العسكرية حدودها التقليدية إلى آفاق إنسانية رحبة، تصون بها كيان الأمة في لحظةٍ هشّة من تاريخها..
ولقد كانت الأستاذة أميمة عبد الله، مدير إدارة المسؤولية المجتمعية، الصوت الأنثوي الذي حمل الوطن في قلبه ومهامه، فكان حضورها في هذا المشروع تأكيداً على أن النساء، حين يتولين أمور الناس، يكنّ أكثر فهماً لوجعهم، وأكثر إخلاصاً في ضماد الجراح،لم يكن حديثها للإعلام مجرد تصريح تقليدي، بل كان نابعاً من يقين داخلي بأن العودة ليست فقط رحلة نقل، بل “رسالة أمل في وقت الجراح”، كما قالت..
أما اللافتة التي رفعتها المنظومة في لحظة وفاء واعتراف بالجميل ـ وكتب عليها “شكراً مصر” ـ فهي لفتة أخلاقية راقية، تعكس معدن القيادة السودانية الأصيلة التي لا تنسى المعروف، ولا تغفل عن الاعتراف بفضل الجار الكريم الذي احتضن أبناء السودان في وقت الضيق..
مشروع “راجعين” لم يكن خبراً عابراً في نشرة المساء، بل كان قصةً من تلك القصص التي كان يمكن للأديب العالمي نجيب محفوظ أن يكتبها بلغة البسطاء العائدين من أطراف القاهرة، وهم يرفعون عيونهم نحو باص كُتب عليه “راجعين”، فتغمرهم دمعة، ويهمسون في داخلهم: “ها قد عدنا يا وطن، بعد أن انتظرناك طويلاً…”..
إنها مبادرة ينبغي أن تُكتب في السطر الأول من دفتر الوفاء، وأن تُدرّس في مدرسة المسؤولية الوطنية، لأنها اختارت أن تردّ الكرامة لأناس لم يفقدوها، ولكن غُيبت عنهم قسراً..
كل التحية لمنظومة الصناعات الدفاعية،كل الفخر بالفريق أول مهندس ميرغني إدريس،وكل التقدير للأستاذة أميمة عبد الله،وكل الشكر لمصر، التي احتضنت، ثم ودّعت بما يليق بالأشقاء.
*#راجعين*
*#الوطن_ينتظرنا*
مناوي وخليفة يناشدان الحكومة التشادية السماح للطلاب اللاجئين للجلوس لامتحانات الشهادة الثانوية
بورتسودان 5minute-news ناشد حاكم اقليم دارفور مني اركو مناوي الحكومة التشادية والرئيس محمد…