نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب: القوات المسلحة بين الانضباط والتكتيك

في ظل تصاعد الأحداث العسكرية والسياسية في السودان، تبرز القوات المسلحة كمكوّن أساسي لا في ساحة المعركة فحسب، بل في رسم ملامح مستقبل البلاد. لا يمكن فهم الصراع دون تحليل أداء الجيش السوداني في مواجهة مليشيات الدعم السريع، حيث شهدت أغلب المحاور العسكرية تماسكاً لافتاً وانضباطاً يُشار إليه بالبنان.

في المحاور العسكرية الممتدة من العاصمة إلى الأقاليم، أظهرت القوات المسلحة قدرات مهنية تُصنّف في خانة الدراسة الأكاديمية العسكرية. توزيع القوات، إدارة خطوط الإمداد، وتكتيك التموضع والتراجع المدروس، كلّها دلائل على مؤسسة تمتلك خبرة عملية عميقة.

على الرغم من تعقيد المواجهات في بيئات حضرية، نجحت القوات المسلحة في تنفيذ عمليات نوعيةتراعي السلامة المدنية وتقلّل من الضرر غير المباشر هذا النوع من العمليات يفرض تحديات كبيرة، يتعامل معها الجيش بانضباط ملحوظ يُعزّز صورته كمؤسسة وطنية واعية.

لم تكن المعركة مجرد مواجهة بالسلاح، بل استندت إلى تخطيط استخباراتي وتحليل ميداني دقيق. استعمال المعرفة الجغرافية والسياسية في اتخاذ القرار العسكري يُظهر انتقال الجيش إلى مرحلة أكثر نضجاً في إدارة الأزمات.

في ظل الانقسامات السياسية والمشهد المتأزم، بقيت القوات المسلحةتحظى بقدر من الثقة الشعبية باعتبارها مؤسسة وطنية تسعى لحماية الدولة، رغم ما يُثار حولها من جدل. الدور الوطني للجيش يتخطى المعركة الميدانية ليصبح جزءاً من نسيج السودان السياسي والاجتماعي.

ما يحدث في السودان اليوم ليس مجرد صراع مسلح، بل درس مفتوح في الانضباط والتكتيك. أداء القوات المسلحة في مختلف المحاور يمثل وجهاًمن وجوه الوطن الذي يرفض السقوط. ويبقى الأمل أن تتحول هذه الكفاءة من ساحة القتال إلى ساحة البناء الوطني ليكون الجيش لا سلاحاً للدفاع فقط، بل ركيزةً للنهضة.حفظ الله السودان وشعبه.