صحافة إسرائيلية: انتصارات الجيش السوداني غيّرت قواعد اللعبة والإمارات لوثت التطبيع!

يبدو أن الدول التي بدأت تراجع حساباتها بشأن ملف السودان ليست فقط دول الجوار الأفريقي، بل إن الظاهرة أصبحت عامة، وتشمل كل من دعم أو تواطأ مع الإمارات التي أعلنها مجلس الأمن والدفاع السوداني “دولة عدوان”. وهذه المرة، برزت خلافات داخل إسرائيل حول ملف السودان.

في مقال قوي بصحيفة Times of Israel، تناول الكاتب جيفين سيركين بريطاني متخصص في الشأن الأفريقي انتصارات الجيش السوداني في الخرطوم وود مدني ومعارك دارفور، واصفًا إياها بأنها تحوّل جيوستراتيجي.

وانتقد سيركين خطأ التقدير الذي تمثّل في الافتراض بأن الفريق عبد الفتاح البرهان يمكن إجباره على التطبيع خلف الأبواب المغلقة، دون اعتبار للتغيرات السياسية والميدانية. وأشار إلى أن هذا النهج أدى إلى تشكيك واسع في جدوى الاتفاقيات ومصداقية إسرائيل تجاه البرهان، مستشهدًا بتصريح دبلوماسي سوداني سابق وصف فيه ما حدث بأنه “طعنة في الظهر”، تعليقًا على زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي للخرطوم قبل أسابيع من اندلاع الحرب، ثم صمت إسرائيل إزاء جرائم قوات الدعم السريع.

وتطرّق المقال كذلك إلى تعويل بعض الدول الأوروبية على جهاز المخابرات السوداني بقيادة الفريق إبراهيم مفضل في ملفات مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، واعتبر ذلك تطورًا مهمًا في إعادة ترتيب العلاقات الدولية مع السودان.

كما أشار إلى أن الرهان على النخب العلمانية وربط مشروع الحكم أو التطبيع بإقصاء التيارات الأخرى كان خطأ فادحًا، خاصةً بعد أن “تبخرت” شرعية تلك النخب – بحسب وصف الكاتب – عقب تحالف بعض عناصرها مع قوات الدعم السريع.

وحذّر المقال من أن ربط مستقبل السودان بالإقصاء والتطبيع مع إسرائيل سيؤدي إلى تقويض فرص السلام والتقارب، ويفتح الباب أمام موجات من التطرف العنيف. وشدد على أن الحل يكمن في تمكين السودانيين من تقرير مصيرهم بأنفسهم، عبر حوار وطني شامل يضم الإسلاميين، والعلمانيين، والتيارات التقليدية، والجيش، وسائر مؤسسات الدولة.

وقبل مقال Times of Israel، نشر الكاتب نيفل تيلير مقالًا في Jerusalem Post فنّد فيه أكذوبة تحوّل السودان إلى وكيل لإيران في المنطقة، مؤكدًا أن العلاقة مع إيران مرتبطة بضرورات الحرب الداخلية، وليست ذات صلة بصراعات خارجية أو تحالفات إقليمية أوسع.