اتجاه البوصلة بقلم: أ. الجزولي هاشم   حكومة التأسيس… زبد المنافي

في لحظة استثنائية من عمر السودان، وفي خضم معركة الكرامة التي يخوضها الشعب خلف قواته المسلحة، تطل علينا ما تُسمى بـ”حكومة التأسيس” كمنتج غريب وطارئ، لم يخرج من رحم الوطن، بل من صقيع المنافي وغبار الفنادق، حيث تنعقد الصفقات وتتفتق المشاريع بعيداً عن تراب البلاد وأوجاع أهلها.

“زبد المنافي” ليس توصيفًا مجازيًا، بل توصيف دقيق لكيانات تحاول الآن القفز على تضحيات الشعب، بتسويات لا تعترف بالدماء التي سالت، ولا بالمؤسسات التي تقاوم الانهيار. هذه الحكومة المقترحة لا تقوم على مشروع وطني متكامل، بل على محاصصات بين من تمرّدوا، ومن تآمروا، ومن احترفوا تصدير البيانات من عواصم العالم.

*العدالة الانتقالية، بناء الدولة، إعادة الإعمار،* كلها شعارات لا يمكن أن تُدار من الخارج، ولا بوجوه ارتبطت تاريخياً بالإخفاق والانقسام. فالتأسيس لا يكون بإلغاء الجيش، ولا بإقصاء الداخل، ولا بالتواطؤ مع مشاريع أجنبية تسعى لتفكيك الدولة السودانية.

إن طريق الخلاص واضح: دولة بقوات مسلحة واحدة، بمرجعية وطنية، وبمشاركة حقيقية من الداخل لا من زبد المنافي.

*البوصلة الآن نحو البناء، لا نحو التكرار البائس لأخطاء الماضي.*