مدارس القبس المنير للتعليم السوداني فرع العشرين تختم عامها الدراسي في عرسٍ تربويٍّ بهيٍّ… وتتوشح بثوب التميز والعرفان  بقلم : عباس الخديوي

في مشهد تربويٍّ زاهٍ، تتمازج فيه أنوار الإنجاز بدموع الفرح، وتتعانق فيه القلوب على مرافئ النجاح، احتفلت مدارس القبس المنير للتعليم السوداني – فرع العشرين بختام عامها الدراسي، في يومٍ مشهودٍ اختُتم فيه عامٌ من الجدّ والمثابرة، لتُفتح نوافذ الأمل على غدٍ أكثر إشراقًا، تحت راية العلم والتربية الأصيلة.

ورغم أن الاحتفال جاء في خاتمة احتفالات فروع المدرسة كافة، فإن تأخّره جاء حافلاً بالبشرى، فـ”في كل تأخيرة خيرة”، وكان هذا التأخير سببًا في أن يتحول فرع العشرين من مجرد ختامٍ لفرعه، إلى منصةٍ رسميةٍ لاختتام العام الدراسي على مستوى جميع الفروع، فكأنما شاءت العناية أن يُسطَّر هنا الفصل الأخير من قصة عامٍ حافل بالعطاء، ليبقى الأثر خالدًا، والذكرى ناصعة.

🔷 اللجنة المنظمة: (إخلاصٌ لا يُجارى، وتنظيمٌ يُضرب به المثل) :

إذا كان الاحتفال هو الجسد النابض بالمشاعر والروح، فإن اللجنة المنظمة هي القلب الذي ضخّ فيه الحياة، والنَفَس الذي بثّ فيه النظام والحُسن. لقد أبلت اللجنة بلاءً حسنًا، أظهرت فيه وجه القبس التنظيمي الراقي، حيث أُديرت التفاصيل بأيدٍ خبيرة، وعقولٍ متقدة، وقلوبٍ تنبض بالانتماء للرسالة التعليمية.

من وضع التصوّر العام، إلى تنسيق الفقرات، إلى توزيع الأدوار والإشراف الميداني، لم تترك اللجنة شيئًا للصدفة، بل جعلت من كل خطوة عنوانًا للدقة، ومن كل لحظة درسًا في فن الإدارة الميدانية. فلهم منا أصدق آيات الشكر، وأطيب دعوات الوفاء.

🔷 البرنامج: (سيمفونية تربوية متكاملة) :

جاء برنامج الاحتفال كلوحةٍ فنية متقنة النسج، اجتمع فيها الإبداع والتنظيم، وتكاملت فيها الرسالة التربوية مع الرسالة الوجدانية. ابتدأ بآياتٍ عطرة من الذكر الحكيم، فتلتها كلمات ترحيبية اختلطت فيها حرارة اللقاء بحرارة الوداع، تَحدّث فيها مدراء ومربون بكلماتٍ تُكتب بماء الذهب، تستحضر الإنجاز، وتحيي القيم، وتدعو لمستقبلٍ يزهر علماً ونبوغاً.

وقد توالى البرنامج بعد ذلك في فقرات متناسقة لا تعرف الرتابة ولا الملل، ضمّت مشاركات أدبية وفنية، وعروضًا مسرحية هادفة، وفقرات شعرية وإنشادية، مزجت بين التراث السوداني الأصيل والروح المعاصرة، فكان كل مشهد فيه رسالة، وكل صوت نداء، وكل حركة معنى.

🔷 المشاركات الطلابية: (عبقرية الصغار ومرايا المستقبل) :

لا يُمكن الحديث عن بهاء هذا الحفل دون التوقف طويلًا عند المشاركات الطلابية التي كانت بمثابة نبض الحدث وروحه. قدّم الطلاب والطالبات فقراتٍ فنية وأدبية أدهشت الحضور، عبّروا فيها عن وعي ناضج، وثقافة رفيعة، وانتماءٍ عميق لمدارسهم.

من المشاهد التمثيلية التي لامست قضايا تربوية واجتماعية، إلى القصائد العصماء التي حيّت الوطن والعلم والمعلم، إلى اللوحات الراقصة المنظمة التي عبّرت عن وحدة الهوية والروح، أثبت طلاب فرع العشرين أنهم ليسوا مجرد متلقين، بل صُنّاع محتوى ورسالة، قادة فكر ومشروع نهضة.

🔷 لحظة توزيع النتائج: (تكريم يلامس عنان السماء) :

وكانت ذروة الحفل حين اعتلت المنصة أسماء المتفوقين والمتفوقات، وتسلّمت أيديهم النقية شهادات التميز وكؤوس التفوق، في لحظةٍ من أقدس لحظات التكريم، حيث تسكب العيون دموع الفرح، وتخفق القلوب بنشوة الفخر. إنها لحظةٌ يترجم فيها الجهد إلى تقدير، والصبر إلى انتصار، ويصعد فيها المجتهدون سُلّم المجد بأقدامٍ واثقة ونفوسٍ مطمئنة.

وما أجملها من مشاهد حين يلتف المعلم حول طالبه، يهنئه بحرارة، ويتأمل فيه حلمًا قادمًا، أو حين تسجد أم في محراب الدعاء، تشكر الله أن أكرم ابنها بهذا التاج الذي يفوق في قيمته كل كنوز الدنيا.

🔷 مسك الختام: (حين تنطق اللحظة بما عجزت عنه الكلمات) :

انتهى الحفل، ولم تنتهِ الذكرى. خُتم العام الدراسي، لكن ما كُتب فيه من إنجاز سيظلّ حيًّا في الذاكرة، خالدًا في التاريخ التربوي لمدارس القبس المنير.

إن هذا الاحتفال لم يكن مجرد مناسبة عابرة، بل كان إعلانًا صريحًا بأن القبس المنير باقٍ، وأن رسالته متجددة، وأن مناهجه تغرس وتُثمر، وأن العشرين لم يكن مجرد فرع، بل كان قنديل الختام، وعنوان المجد، ومحراب التتويج.

تحية من القلب لإدارة مدارس القبس المنير، ولمنسوبي فرع العشرين كافة، إدارة ومعلمين وطلابًا وأولياء أمور…
وتحية خاصة لكل من عمل في صمت، وبذل في خفاء، فأثمر هذا المشهد المهيب.
وإلى عامٍ جديدٍ قادم، نُجدد فيه العهد مع التميز، ونرنو فيه إلى قممٍ أعلى، وسُحبٍ أوفى من العطاء، تحت راية العلم والفضيلة.

♦️(مدارس القبس المنير… حيث يولد النور ويزدهر الحرف ويُصنع الإنسان )♦️