‫الرئيسية‬ مقالات من حروفي خالد الفكي سليمان رئيس الوزراء وتعدد المكاسب الدولية
مقالات - ‫‫‫‏‫3 أيام مضت‬

من حروفي خالد الفكي سليمان رئيس الوزراء وتعدد المكاسب الدولية

من حروفي      خالد الفكي سليمان  رئيس الوزراء وتعدد المكاسب الدولية

khalidfaki77@gmail.com

لم يكن خطاب رئيس مجلس الوزراء السوداني، الدكتور كامل إدريس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مجرد إطلالة بروتوكولية لرئيس حكومة انتقالية؛ بل جاء بمثابة اختبار حقيقي لقدرة السودان على تثبيت شرعيته الدولية في لحظة فارقة تهدد كيان الدولة نفسه. ففي مواجهة محاولات مليشيات آل دقلو لاختطاف المشهد عبر صناعة حكومة موازية وتسويق ممثل لها في الأمم المتحدة، بدا حضور إدريس حاملاً للرسالة الأوضح: أن الحكومة المدنية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوداني.

 

أري أن القيمة الاستراتيجية لهذا الظهور تكمن في قدرته على مخاطبة الضمير العالمي بلغة الحقائق والأرقام، واضعاً الحرب السودانية في قلب أجندة المنظمة الدولية، كأزمة إنسانية وأمنية ذات انعكاسات مباشرة على السلم الإقليمي والأمن العالمي. لم يكتف إدريس بتوصيف المعاناة، بل حوّل التعاطف إلى دعوة عملية للشراكات الدولية، مطالباً بدعم عاجل للحكومة المدنية باعتبارها الأداة الوحيدة القادرة على إعادة بناء مؤسسات الدولة وإنهاء التمرد.

 

وعلى هامش الجمعية العامة، أعتقد أن لقاءاته الثنائية والمتعددة قد شكّلت امتداداً عملياً للخطاب، إذ انفتحت على مسارات سياسية واقتصادية واجتماعية متداخلة: من تعزيز الدعم الدبلوماسي للحكومة الشرعية، إلى فتح قنوات للتعاون الاقتصادي والإغاثي، وصولاً إلى استنهاض المساندة الإقليمية لوقف دعم المليشيات. وبذلك، جمع إدريس بين واقعية واعية بمأساة الحرب، وطموح يسعى إلى صياغة جبهة دولية ضاغطة لتسريع الحلول السياسية والتنموية.

 

ودون شك إن مكاسب هذه المشاركة تبدو متعددة المستويات حيث أنها سياسياً عبر تثبيت صورة الحكومة المدنية كعنوان شرعي وحيد، واقتصادياً بفتح نوافذ لشراكات ودعم إنساني عاجل، واجتماعياً باستدعاء روح الصمود السوداني في وجه آلة الحرب. أما على الصعيد الجيوسياسي، فقد نجح إدريس في تذكير القوى الإقليمية والدولية بأن استقرار السودان ليس شأناً داخلياً فحسب، بل هو شرط لاستقرار القرن الإفريقي والبحر الأحمر والفضاء العربي الأفريقي برمته.

 

الخطوة إذن في ظني أكبر من خطاب، وأعمق من حضور شكلي. إنها بداية معركة استعادة الاعتراف الدولي الكامل بالحكومة المدنية، وترسيخ صورة السودان كدولة تقاوم الانقسام ولا تبحث عن شفقة، بل عن شراكات ومسؤولية جماعية لصناعة السلام.

‫شاهد أيضًا‬

الهندي عزالدين  التحية لجيشنا العظيم ومنظومة الصناعات الدفاعية

ودّعنا فجر أمس ، من محطة السد العالي في “أسوان” الجميلة الرائعة ، ركاب القطار …