كتب عماد الدين يعقوب: اكاذيب تقدم

اختتمت بمدينة عنتيبي بيوغندا اجتماعات ما يسمى بالهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية برئاسة حمدوك والتي بدأت يوم الثلاثاء الماضي الثالث من ديسمبر واستمرت مداولاتها حتى أمس الجمعة، حيث أصدرت الهيئة القيادية بيانها الختامي.
وكان حمدوك قد صرح للصحفيين قبيل بدء انعقاد اجتماعات التنسيقية بأن نزع الشرعية عما سماه حكومة بورتسودان مطروح على طاولة اجتماعات الهيئة القيادية لتقدم ضمن آليات أخرى مقترحة. بجانب ذلك كانت بعض التنظيمات السياسية المنضوية تحت لواء (تقدم) ومشاركة في الإجتماعات قد طالبت لتحقيق نزع الشرعية عن الحكومة الإعلان عن حكومة منفى، إلا أن هذا الإتجاه لم يحظ برواج في أوساط المكونات المختلفة ل (تقدم).
وجاء البيان الختامي للتنسيقية خالياََ بالفعل من أي إشارة إلى تشكيل حكومة منفى بديلاً للحكومة القائمة الآن في السودان وهو ما يعني غلبة التيار الرافض لهذه الخطوة داخل (تقدم).
وكعادة تقدم فقد حفل البيان الختامي واحتشد بأكاذيب ومغالطات عديدة يمكن إبراز أهمها على النحو التالي :
– قال البيان أن تقدم تعمل على إيقاف وإنهاء الحرب، وهي أولى الأكاذيب التي وردت بالبيان، فالواقع يكذب هذا الزعم الباطل فتقدم ظلت تزكي نار الحرب طيلة أشهرها العشرون وهي التي بدأتها أول مرة وبشرت بها قبيل وقوعها في 15 أبريل 2023 بهجوم قوات حليفها العسكري حميدتي على القيادة العامة للجيش ووحداته العسكرية الأخرى..
– قال البيان أن الإجتماع أكد على أن معالجة الكارثة الإنسانية والعمل على وضع تدابير جادة تضمن حماية المدنيين هي أولوية قصوى ل (تقدم) في عملها اليومي وخطابها الإعلامي، وهذا محض كذب وتضليل من تقدم فقد ظلت ترفض إتفاق جدة الذي قضى بإلزام ميليشيا آل دقلو الإرهابية بالخروج من الأعيان المدنية ومنازل المواطنين مبررين رفضهم بأنها أراضي محررة وغنائم حرب، كما أنهم أنكروا وقوع انتهاكات في حق المدنيين بالقول بأن المجازر التي ارتكبتها الميليشيا الإرهابية ضد الأهالي العزل في قرى الجزيرة كانت ضد كتائب عسكرية مقاتلة منضوية تحت إمرة الجيش ولم تكن ضد المدنيين، واعتبرتهم أهداف مشروعة.
– قال البيان أن القوات المسلحة والقوات المتحالفة معها ارتكبت انتهاكات جسيمة في حق المدنيين وهو كذب صراح، وينافي واقع الحال تماماََ، حيث لم ترصد أي حالة لانتهاكات مزعومة ارتكبها الجيش والقوات المتحالفة معه ضد المدنيين، بل أن حركة نزوح المدنيين تأخذ مساراََ يتجه من المناطق التي تدخلها الميليشيا الإرهابية أو تلك التي تسيطر عليها إلى مناطق سيطرة الجيش حيث الأمان ولم يحدث العكس أبداََ.
– تحدث البيان عن جبهة مدنية عريضة تضم كافة قوى الثورة تتشكل وتنتظم قطاعات واسعة منها في حوارات بناءة لتكون منصة لتأسيس الدولة السودانية واستكمال ثورة ديسمبر، والواقع يقول أن الشعب السوداني يقف على صعيد واحد خلف القيادة السياسية والعسكرية الحالية ضد ميليشيا آل دقلو الإرهابية وأن ما يسمى بثورة ديسمبر قد تجاوزتها الأحداث وطواها النسيان.
– يقول البيان بأنه لا حل عسكري لأزمات السودان بينما تجوب عناصر تقدم العواصم الأفريقية بحثاََ عن طرق لإيصال العتاد العسكري للميليشيا بحثاََ لها عن ملاذات تنسحب إليها توطئة لمعاودة عملياتها العسكرية، وتجلب المزيد من المرتزقة للقتال من أجل السيطرة على شمال دارفور.
– قال البيان إن المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية هم من أشعل الحرب وهي كبرى والأكاذيب وأكثرها جرأة على الله وعلى الشعب السوداني، فالسودانيون يعلمون علم اليقين من أشعل الحرب ومن أطلق الرصاصة الأولى ومن بشر بها قبل وقوعها ومن أسر بأنها ستكون خاطفة وعاجلة لا تتعدى ساعات وتستتب الأمور لقوى الحرية والتغيير – التي تحولت إلى تقدم – وحليفها العسكري حميدتي.
– قال البيان أن 25 أكتوبر 2021 كانت انقلاباََ أجهض مسار الإنتقال المدني الديمقراطي وأنه لم تنشأ بعده أي سلطة ذات مشروعية، ونسي من كتب البيان أن حمدوك وشلته دخلوا في مفاوضات مع البرهان أفضت إلى إعادته إلى منصبه رئيساََ للوزراء في نوفمبر من نفس العام أي خلال ثلاثة أسابيع فقط، قبل أن يتقدم باستقالته في يناير 2022 ويغادر البلاد غير مأسوف عليه ، فهل كانت سلطته في تلك الفترة منزوعة الشرعية..!!
– إدعى البيان أن الحكومة تريد تقسيم السودان بينما تسعى تقدم إلى فصل إقليم دارفور عبر الخطة (ب) ضمن مشروع آل دقلو للسيطرة على دارفور بعد أن فشل مشروعهم بالسيطرة على الدولة السودانية.
– تحدث البيان متهماََ الحكومة بأنها تشيع خطاب الكراهية والعنصرية، بينما الواقع يشير إلى عكس ذلك حيث التفت كل المكونات الإثنية السودانية حول الحكومة والجيش ضد ميليشيا آل دقلو ومشروعها العنصري البغيض، الذي تجلى في خطاب حميدتي الأخير الذي أعلن فيه حربه ضد (الشايقية) ولم تشأ تقدم توجيه النقد لهذا الخطاب العنصري المفضوح، بل أن عدداََ من مستشاريهم وعناصرهم التي تطل في الفضائيات برروا لهذا الخطاب العنصري.
– وبخصوص ما سماه البيان بالقضايا التنظيمية الداخلية لتقدم قال البيان أن الإجتماع نادى بالاسراع في إكمال تكوين مكاتب تقدم بالداخل والخارج، وهو المستحيل بعينه فلن تجد تقدم موطئ قدم في أرض السودان بعد الذي صنعته بالسودان وبعد الدور الخسيس الذي لعبته للإضرار بالوطن والمواطن والدمار الذي ألحقته بمقدرات البلد ومواردها وموروثها الثقافي والتاريخي تارة بإسم جلب الديمقراطية والحكم المدني، وتارة بإسم القضاء على دولة 56، وتارة تحت شعار القضاء على الإسلاميين وأخرى بزعم نصرة قضايا المهمشين إلخ.. وكل ذلك تم بالإرتماء في أحضان قوى أجنبية إقليمية ودولية هي في الأصل عدو للسودان ولا تريد له الخير قدموا لها خدماتهم مقابل المال فهم مرتزقة وخونة وعملاء باعوا ضمائرهم بثمن بخس وشروا شرفهم بدراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين..
قوة من المليشيا تعلن انسلاخها وانضمامها لقيادة الفرقة الرابعة مشاه الدمازين
الدمازين: الطيب محمد عبدالله أعلن قادة عسكريون من قوات مليشيا آل دقلو عن انضمامهم ل…