المحجة البيضاء  د.طارق عبدالله (امن ياجن)

تعجبني الثقة التي يتعامل بها جهاز المخابرات العامة في معركة الكرامة..ثقة لا تتوفر الا للمحترفين ورغم ان لجهاز المخابرات العامة دور كبير في الانتصارات التي حققتها القوات النظامية والقوات المساندة لها وموجود في كل تفاصيل المعركة داخليا” وخارجيا” ..على مستوى العمليات العسكرية والمعلومات الاستخباراتية والتعامل مع نظرائه في الدول ذات الصلة بالازمة السودانية ولكنه يقف بعيدا” عن الاضواء .. كانت القيادة حصيفة بعدم الاستجابة لمطالب الشارع إبان الثورة بحل جهاز الامن والمخابرات الوطني ..يكفي القول إن الدعم السريع وجد مساحة انتشار بعد تقليص هيئة العمليات وفقدانها الآلاف من فرسانها المحترفين في حرب المدن وليس امام الدولة بعد تجربة الدعم السريع الا التوسع في هيئة العمليات والاهتمام بها و افرادها للتخلص من المليشيات التي تصنعها الحكومات..فقد كانت التجارب السابقة فاشلة رغم ما حققوه من نجاح بجنوب السودان ودارفور ولكنه نجاح له سلبياته التي كادت تعصف بالوطن

*بذلت حكومة الانقاذ جهودا” كبيرة لإعداد الجهاز تحت مسماه السابق ( الامن والمخابرات الوطني) و ارتقت به لاعلى المستويات ومن مصلحة الدولة المواصلة في تطويره وتسخير كل الإمكانيات ومنحه مزيدا” من الاستقلالية نظرا” لحجم المخاطر التي تحيط بالسودان داخليا” وخارجيا” و تكالب الاعداء عليه ..تكفي حرب السودان الحالية لكشف حجم المخاطر والمؤامرات ويبقى إن التوسع في اداراته المتخصصة تمليه الحاجة.. خاصة” هيئة العمليات التي عبرها يمكن تجاوز تشكيل (الملايش ) فقد وصل جهاز المخابرات العامة مرحلة الاتزان وبناء مؤسسة دولة حقيقية ظهرت في تعاقب مدرائه العامين فلم يختلفوا في التعاطي مع الاحداث المتشابهة رغم اختلاف الحكومات و المهددات حتى اصبحت عبارة ( امن ياجن) انشودة ..مستقبل السودان يحتاج لتطوير جهاز المخابرات لمستويات اعلى وتاهيل الجيش والشرطة وهي مطلوبات الاستقرار والتنمية