طوفان الأقصى وحرب الكرامة في ظلال سورة آل عمران عادل عسوم

• إلى المباركين من حول المسجد الأقصى الذين قال لهم الناس إِن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادَهم إِيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل…

لعمري إن فينا بكم شبها وسيماء، لقد قيل لنا ذات الذي قيل لكم فما كان منا إلا الحسبنة والحوقلة،

ولان ابتليتم بفئام منكم أشربوا في قلوبهم عجل الخيانة والارتزاق؛ فقد ابتلينا بأشباه لهم أركسهم الله ب(قحطنة) وفجور، وما اثاقلتم إلى الارض وما انكفأنا بحمدالله، انطلقتم إلى طوفان أقصى وضئ، وعكفنا على حرب كرامة مجيدة، طوفان لم يجعل الله فيه حظا لفئامكم، وحرب كرامة نأى عنها فئامنا، ولعل الله أراد ألا يجعل لهم جميعا حظا في الآخرة:

{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ}.

لقد بان مايكتم فئامكم عندما أسموا الشرفاء (خارجون عن القانون)، وبان مايكتم فئامنا عندما أسموا الشرفاء فينا (فلولا وكيزان وبلابسة)، عرفناهم من قبل في لحن القول في ثنايا وثيقة لهم اسموها دستورية واتفاق لهم اسموهو الاطاري، لا يرجون فيهما لله وقارا ولاتطيق انفسهم ان يكون الدين مصدرا للتشريع!

فئامكم وفئامنا هؤلاء يحسبون الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، اذ ليس في أدبياتهم ومناهجهم وتربيتهم يقين بقول الله في ذلك، ولا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الذي يموت دون ماله وعرضه فهو شهيد، وما أسعفهم وجدانهم اليساري والعلماني بكون هؤلاء الشرفاء منكم ومنا لأحياء عند ربهم يرزقون…

إنه الاصطفاء من الله والممايزة والتمحيص، فقد قال الله جل في علاه: {مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِۗ}

وقال تعالى: {…وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}.

فطوبى لل {ٱلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِنۢ بَعۡدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلۡقَرۡحُۚ لِلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ مِنۡهُمۡ وَٱتَّقَوۡاْ أَجۡرٌ عَظِيمٌ}، انتم ان اصابكم قرح الصهاينة عقودا فقد أصابنا قرح فئامنا وحليفهم الجنجويد سنوات أليمات، ولكن بحول الله وقوله لن يضروكم ولن يضرونا إلا أذى، فهم لايقرأون القرآن، وان قرأوه لانتبهوا لقوله جل في علاه: {وما كَانَ ٱللَّهُ لِيُطۡلِعَكُمۡ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَجۡتَبِي مِن رُّسُلِهِۦ مَن يَشَآءُۖ فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمۡ أَجۡرٌ عَظِيمٞ}.

بحول الله ان غيبه فيه النصرة والتمكين، ولقد سبق قوله تعالى بأن الارض لله يورثها من يشاء، ودون ذلك شهداء يتخيرهم منكم ومنا يفرحون بما آتاهم الله من فضله، عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ما مِن أحَدٍ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيا، وأنَّ له ما علَى الأرْضِ مِن شيءٍ، غَيْرُ الشَّهِيدِ، فإنَّه يَتَمَنَّى أنْ يَرْجِعَ، فيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، لِما يَرَى مِنَ الكَرامَةِ).

لكأني بهم والله حسيبهم:

{فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦوَيَسۡتَبۡشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمۡ يَلۡحَقُواْ بِهِم مِّنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ * يَسۡتَبۡشِرُونَ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ}.

ولعمري ان الشواهد على ذلك مبثوثة في الميديا والفضائيات، نراها ونسمعها كل يوم من افواه الاطفال وهم يتفاخرون باستشهاد الآباء والأمهات، وكذلك في (حمدلة) الناس التي تسببت في اسلام كثر من اهل الغرب وقد عجت بذلك الفيديوهات من حواضر العالم ومدنه.

لنستمسك معا بختام السورة يا أحبابنا حيث يقول الله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}

آل عمران 200

اللهم نصرك العاجل المبين لأهلنا في فلسطين ولجيش السودان وشعبه، انك ياربي ولي ذلك والقادر عليه.

آمنت بالله

adilassoom@gmail.com