‫الرئيسية‬ مقالات صفوة القول حرب الجنجويد  ؛ الأمر أكبر من الهزيمة …؟! بابكر يحيى
مقالات - يناير 25, 2025

صفوة القول حرب الجنجويد  ؛ الأمر أكبر من الهزيمة …؟! بابكر يحيى

صفوة القول  حرب الجنجويد  ؛ الأمر أكبر من الهزيمة …؟!  بابكر يحيى

الهزائم والانتصارات في الحروب أمر طبيعي فتاريخها كله إما هزائم أو انتصارات ؛ وهذا لم يشغل تفكير الكتاب ومدوني التاريخ كثيراً  – فكاتب التاريخ حينما يكتب يركز على أخلاق الجيوش وتعاملها مع الأسرى والمدنيين ، و على خططها وقدرتها على تجاوز الصعاب وتعاملها مع الصدمات والأزمات الكبيرة والطارئة..!!

يحدثنا التاريخ دوما عن حنكة القادة وقدرتهم على احداث التوازن  في وقت الضعف ؛ وقراءة المسرح بصورة جيدة  ودائما ما نجد أن  الحديث  عن أخلاق الحرب مقدم على نتائج  الحرب – فهناك منتصرون نعتهم التاريخ بأسوأ الصفات وظلوا مكروهين ومنبوذين حيثما ذكروا –  لأن المهزوم يمكن أن يكون على حق كحالة حروب الدولة الأموية مع كثير من خصوم وأعداء الحجاج بن يوسف الثقفي ، فقد ركز الرواه على تمجيد خصومه أكثر منه مع أنه المنتصر ، وكذلك الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وافغانستان والصومال وغيرها فلم يذكر التاريخ إلا سوئها وظلاماتها ..!!

الجنجويد تعرضوا لما هو أكبر من الهزيمة منذ اليوم الأول للحرب حينما اعتقل زعيمهم الباغي حميدتي جيرانه من الأطفال والنساء في حي المطار  بالخرطوم فقد وضعهم  رهائن كملف ابتزاز لتحقيق أهداف عجز عن تحقيقها عبر البندقية  عندما بدأ حربه على السودان والسودانيين في الخامس عشر من أبريل من العام ٢٠٢٣ ؛ فكان  هذا الحدث بداية مخزية للمليشيا ومن بعد ذلك استمر خزيهم وعارهم إلى أن وصلوا لمرحلة بيع النساء والفتيات في أسواق النيجر ودول غرب إفريقيا. ؛ فقد وصلت بهم الدناءة لمرحلة نهب طعام الفقراء  ؛ كما انهم حاربوا بلا قانون ولا عرف ولا دين  ولا رجالة ولا (مروءة عرب ) ولا حتى (مروءة عربان شتات) كانوا برابرة همجيين كانوا في حربهم مثل الضباع في غابة الحيوانات ، فقد شكلت هذه الأفعال هزيمة أخلاقية لهم..!!

أما عسكريا – فقد هزموا في كل مكان وقتلوا تقتيلا  – وحيثما دخلوا معركة هربوا منها تاركين من خلفهم قتلاهم وجرحاهم وقادتهم كحالة (عبدالله يعقوب والبيشي) كما تركوا آلياتهم وعتادهم الحربي ومع ذلك يكذبون ويدعون السيطرة !!

وسياسياً – تبنوا خطاب حزبي فاشل وادعوا محاربة تيار  فكري سياسي كبير ومنفتح داخليا وخارجيا ومنتشر حتى في بيوتهم فأحدثوا بذلك الانشقاقات داخل مكوناتهم الاجتماعية وصنعوا الضعف والخزلان ؛ فلم يجدوا نصرة من حليفهم المستفيد الأول من الخطاب وهو قحت كما لم يجدوا من يشد عضدهم من أبنائهم المستنيرين الذين فقدوهم بسبب العنوان الخاطئ للحرب !!

أما وطنيا – فقد تحالفوا مع الإمارات وكل دول غرب أفريقيا وحشدوا كل العالم لمحو الدولة السودانية من الوجود ومكنوا كل مرتزقة العالم لنهب ذهب وثروات البلاد ومنعوا الزراعة والصناعة وعطلوا كل الإنتاج  ودمروا الكهرباء والسدود وأهلكوا البنية التحتية ؛  ولم يتبقي لهم إلا النيلين ، ( النيل الأبيض والأزرق ) فلم يجدوا وسيلة لترحيلهما إلى غرب أفريقيا ، ولو  أنهم وجدوا لفعلوا !!

صفوة القول

ها هي حرب الجنجويد قد شارفت على النهايات  ؛ ها هم مهزومون في كل مكان  ، ولكن سيقى أثرهم القبيح إلى قيام الساعة ، سيبقى أثرهم السيئ على مجتمعاتهم وحواضنهم  ؛سيبقى التاريخ الأسود لتلك الإدارات الأهلية في دارفور وناظر المسيرية ، سينسى الناس أمجاد وأفضال الناظر دبكة الذي رفع علم دولة ٥٦ !وسيبقى أثر الإدارة الحالية التي قادت نذر الشؤم وخراب الدولة السودانية  ؛ سيقى الأثر المظلم على تلك الأحزاب والكيانات السياسية التي أشعلت الحرب في بلادنا واشعلت الكراهية بين طوائف المجتمع  ؛ فلن يذكر حزب المؤتمر السوداني والتجمع الاتحادي والبعث إلا وذكر القبح وبؤس التجربة  ؛  ولم يذكر حزب الأمة القومي إلا وذكر المقت والحقد والسوء  ، فقد تم محو سيرة الامام المهدي وكل أفضال الراحل  الصادق المهدي فقد خلف من بعدهما خلف أضاعوا الوطن واتبعوا شهوات الإمارات وأسرة دقلو ومتطرفي اليسار  ، فسوف يلقون غيا .. سيبقى هذا الأثر أكبر من هزيمة المليشيا ؛وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

‫شاهد أيضًا‬

توقعات بالإعلان الجزئي عن حكومة الأمل غدًا.. والدفاع والداخلية في صدارة التشكيل

خاص: 5munit   تتجه الأنظار إلى مجلس الوزراء غدًا حيث تشير تكهنات إلى قرب إعلان جزئي ل…