‫الرئيسية‬ مقالات نقطة إرتكاز دكتور جادالله فضل المولي يكتب: السودان واستقراره: لا عزاء لمن اتكأ على غيره
مقالات - مارس 26, 2025

نقطة إرتكاز دكتور جادالله فضل المولي يكتب: السودان واستقراره: لا عزاء لمن اتكأ على غيره

نقطة إرتكاز دكتور جادالله فضل المولي يكتب: السودان واستقراره: لا عزاء لمن اتكأ على غيره

في ظل الأزمات والتحديات التي تواجه السودان، تظهر أهمية الاعتماد على الذات كقيمة راسخة في تحقيق الاستقرار والنهضة. الحكمة العربية الشهيرة ما حك جلدك مثل ظفرك تعكس بجلاء تلك الفكرة، حيث تؤكد أن الإنسان أو الدولةهو الأقدر على حل مشكلاته بنفسه دون انتظار المساعدة من الآخرين. السودان اليوم بحاجة ماسة لتبني هذه الفلسفة، ليصنع مستقبله بنفسه ويحمي سيادته من التدخلات التي قد تحمل أجندات خفية تسعى لإطالة أمد النزاع.
لا يستطيع أحد قضاء حاجات الإنسان بالشكل المرضي سوى نفسه؛ فهو الأكثر دراية بتفاصيله وأهدافه وطموحاته. الاعتماد على الآخرين قد يكون ضرورياً في أوقات معينة، ولكنه لا يخلو من القصور والمصالح الخفية. ينطبق هذا المبدأ على السودان كدولة تبحث عن الاستقرار والسلام. تحقيق هذه الأهداف يتطلب قيادة داخلية قوية تعمل دون الاتكال على أطراف خارجية غالباًما يكون لها أجندات قد لا تتماشى مع مصالح السودان.
لا ترغب بعض دول الجوار الأفريقي في رؤية السودان مستقراً، خوفاً من تأثير الاستقرار على نفوذها وأهدافها الإقليمية. هذا يتطلب أن يعمل السودان بوعي لتحقيق سلامه داخلياً ودون الاعتماد على غيره.
العديد من الدول، سواء الإقليمية أو الدولية، لا تهدف حقاً لتحقيق السلام في السودان. بل تسعى لتطويل أمد الحرب لتحقيق أهداف استراتيجية خاصة بها.ما يظهر في التصريحات الخارجيةاو ورش عمل للسلام كما يقوم بها بعض السياسيين المحسوبين علي مليشياالتي تبدو في ظاهرها دعماً للسلام، هو في حقيقته دس السم في الدسم دعم المليشيات ومحاولة زعزعة الاستقرار وليس إلا لتحقيق أهداف خفية بعيدة عن مصلحة السودان.
الاعتماد على الذات يضع القرار الوطني السوداني بعيداًعن التدخلات الخارجية ويجعله معبراً عن مصالح الشعب السوداني وحده. يمتلك السودان مواردطبيعية وبشرية ضخمة، إذا استُغلت بفاعلية، يمكنها أن تكون الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية والاستقرار. عندما يتولى السودانيون شؤونهم بأنفسهم، يصبح التكاتف الشعبي خلف القيادة أمراً أساسياً لتعزيز السيادة والاستقرار.
على السودانيين وضع الثقة في أنفسهم وبقدرتهم على حل نزاعاتهم وتجاوزالأزمات دون انتظار حلول خارجية. التركيز على تطوير البنية التحتية واستغلال الثروات الوطنية يجب أن يكون الأولوية لدعم الاقتصاد وتحقيق السلام. الحوار بين مختلف الأطراف السودانية هو مفتاح بناء توافق وطني يُجنب البلاد النزاعات ويُعزز السلام.
دائماً وأبداً الاتكال علي الآخرين يُنتج خيبة، والعمل يُنتج استقراراً،فما حك جلدك مثل ظفرك يشير إلى أن الشخص أو الدولة هي الأكثر قدرة على إدارة شؤونها وتحقيق تطلعاتها. أي اعتماد على الآخرين يحمل في طياته خطر الاستغلال وخيبة الأمل. أثبت التاريخ أن الدول التي اعتمدت على ذاتها ومواردها كانت أكثر قدرة على تحقيق النجاح مقارنة بالدول التي علقت آمالها على المساعدات الخارجية.
يجب أن يتعامل السودان مع التحديات الراهنة، مستنداً إلى إرادة أبنائه وقوته الداخلية لضمان تحقيق السلام والتنمية بعيداً عن التدخلات الخارجية. حفظ الله السودان وشعبه.

‫شاهد أيضًا‬

السودان يدين الهجوم على قطر 

اصدرت وزارة الخارجية بيانا صحفيا ادانت فيه الهجوم على دولة قطر الشقبقة وفيما يلي نص البيان…