وطن ينزف وشعب لا يموت . بقلم : محمد مامون يوسف بدر

في قلب العاصمة البريطانية لندن، مدينة الضباب التي لا تعرف النوم، اجتمع السودانيون في مظاهرات حاشدة رفضاً لمؤتمر يُزعم أنه لدعم وحل أزمة الحرب التي تمزق وطنهم كان الموعد مع وطنيين أقحاح، لم تُنسِهم الأجواء اللندنية الفاخرة أهلهم في السودان الذين يعانون ويلات الحرب والجوع عبروا عن حبهم لوطنهم بكل قوة، فيما حاصرتهم أعداد كبيرة من قوات الشرطة البريطانية وعناصر الأمن لم أرها من قبل فسألت نفسي هل هؤلاء هنا لحماية المتظاهرين الشرفاء، أم لحماية المرتزقة والعملاء الذين خانوا وطنهم مقابل حفنة من الدولارات؟
في الخامس عشر من أبريل، وهو تاريخ يحمل جراحاً لم تندمل في الذاكرة السودانية، انعقد هذا المؤتمر تحت سحابة من الغضب والألم لم يكن اختيار التاريخ بريئاً، فهو يذكّر السودانيين بأيام الظلم والدم كان من المفترض أن يكون المؤتمر منصةً للحل، لكن غياب الحكومة السودانية الشرعية وحضور وجوه مشبوهة أثار شكوك الجميع: هل هذا مؤتمر للإنقاذ أم للخداع؟
على بعد ألف متر من قصر الملك تشارلز، وقف السودانيون كالجبال، يهتفون بالحرية ويستنكرون القتل الذي يتعرض له إخوانهم في الوطن كان المشهد يقطر دماً وألماً، لكنه كشف أيضاً صمماً عالمياً متعمداً أين الضمير الإنساني؟
هل أغلق الملك تشارلز أذنيه عن صراخ الأطفال في معسكرات دارفور للاجئين والخرطوم؟ أم أن مصالح بلاده تمنعه من صوت سماع الحق؟
رأيت في المؤتمر وجوهاً تناقضت عيونها بعضها يحمل همّ الوطن، وبعضها يحمل آثار جراح فقدان الأهل والأحبة، بينما الآخرين مثل حمدوك ، وسلك ..الخ يحيكون خيوط المؤامرة كيف لرجل أن يتحدث عن “إنقاذ السودان” وهو جالس في قصور لندن، بينما شعبه يُذبح ويُجوع؟
كيف يظهر بعضهم كـ”منقذين” وهم من أداروا ظهرهم للشهداء وباعوا أسرار الوطن؟
نعم، هؤلاء ليسوا سوى مرتزقة استبدلوا الكرامة بالدولار، وها هم اليوم يتاجرون بآلام السودان كي يبيعوا أوهاماً جديدة. لكن الشعب السوداني الذي عرف الخونة عبر التاريخ لن ينخدع مرة أخرى.
من تحت سماء لندن الباردة، نرفع أكف الدعاء لأرواح الأبطال والنساء والأطفال الذين سقطوا في معسكر زمزم وكل شبر من تراب السودان ونقول لهم رسالتكم وصلت ودماؤكم لم تذهب سدى نحن هنا، وإن غبنا جسدياً فإن قلوبنا معكم “لن ننسى، ولن نغفر، ولن نتوقف” دماؤكم هي شعلة الطريق، والخونة مهما اختبأوا خلف القصور سيلقون مصيرهم يوماً ما.
رغم المؤامرات ورغم الدماء، يبقى السودان شامخاً كالنخلة لن تنكسر إرادة شعب عرف طريق النصر منذ زمن الثوار الأوائل. المؤتمر اللندني مجرد حلقة في مسلسل الخيانة لكنه أيضاً تأكيد أن العالم يخاف من الصحوة السودانية.
فليعلم الجميع قد تطول المعركة لكن النهاية ستكون لصاحب الحق.
السودان .. فرص نجاح الحكومة الجديدة في ظل التحديات الماثلة د. ياسر يوسف إبراهيم
بعد ما يقارب الأربع سنوات من قرارات رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح الب…