قطر في القلب زيارة الوزيرة مريم المسند للسودان بقلم: محمد مامون يوسف بدر 

بكلّ مشاعر الفخر والاعتزاز، أتوجه بالشكر الجزيل للأستاذة الفاضلة عائشة محمد الرميحي على مقالها الأنيق “السودان في القلب”الذي نُشر بصحيفة الشرق القطرية بتاريخ 14 أبريل 2025. فقد نسجت كلماتها بخيوط من الإحساس الصادق والوطنية الأصيلة مستخدمةً أسلوبًا راقيًا يجسّد روح التآخي بين قطر والسودان ويبرز البُعد الإنساني العميق لزيارة سعادة الوزيرة مريم بنت علي بن ناصر المسند للسودان في 10 أبريل 2025.

في هذه الزيارة نقلت سعادتها رسالة تضامن وشراكة مع السودان، مؤكدةً في تصريحها للصحفيين أن الهدف هو الوقوف على الأوضاع الإنسانية للشعب السوداني، وتلبية احتياجاته الضرورية في ظل تداعيات الصراع الذي أدى إلى انهيار المنظومتين الصحية والتعليمية، وتدمير البنية التحتية. كما دعت سعادتها أطراف النزاع إلى تغليب المصلحة الوطنية، ووقف إطلاق النار، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين والمرافق العامة، بما يُعزز السلام ويحافظ على وحدة السودان، ويوجه الموارد نحو الاستقرار والتنمية.

وكما أشارت الكاتبة الفاضلة، لم تكن هذه الزيارة مجرد حدث دبلوماسي روتيني بل كانت رسالة إنسانية نابضة بالحياة تذكرنا بأن العلاقات بين الشعوب تُبنى على أواصر التاريخ والمشتركات الإنسانية قبل أي اعتبار آخر.

لقد نجح المقال في تصوير كيف تحولت الزيارة إلى جسر يعبر فوق هموم الصراع حاملًا معه الأمل والتضامن، وكيف جسّدت سعادة الوزيرة بقيمها النبيلة سياسةً تُكرّس لخدمة الإنسان وكرامته.

وهنا لا يسعني إلا أن أشارك الكاتبة ذكرياتها الجميلة عن السودان وأهله، فهم شعب يُحب ويُستحب، يعطي بلا حدود، ويحمل في تراثه وتقاليده نموذجًا للأصالة والكرم. وما ذكرته عن زميلاتها السودانيات في الدوحة خير دليل على أن هذه الروابط ليست وليدة اليوم، بل هي جذور ضاربة في التاريخ تُثمر تعاضدًا متجددًا.

أما دعوة سعادة الوزيرة إلى تغليب المصلحة الوطنية في السودان، فكانت كلمة حق في وقت يحتاج فيه البلد إلى صوت الحكمة والصبر على الابتلاءات. لقد جاءت الزيارة في توقيت محوري، وسط معاناة الشعب السوداني من تداعيات الصراع، لترسخ رسالة قطر الثابتة( الوقوف إلى جانب السودانيين في محنتهم).

هذا المقال الذي لم يقتصر على سرد الوقائع بل قدّم درسًا في ربط السياسة بالإنسانية، وجعل الدبلوماسية لغة للقلب قبل العقل. نتمنى أن تظل هذه الروح سائدة في كل خطواتنا وأن يبقى السودان في قلب كل قطري، كما هو في قلبكم.