بالواضح فتح الرحمن النحاس الإعمار ملحمة وطنية شاملة.. وواجب مكمل لمعركة الكرامة..صندوق قومي لإعادة البناء..الرأسمالية الوطنية أمام التحدي..!!

أذكر في العام ١٩٨٥ بعد اندلاع إنتفاضة أبريل، ذكر تقرير إقتصادي أن (حجم ودائع) السودانيين في الخارج تصل إلي (١٨) مليار دولار ، وكنت في وقت لاحق سألت الإمام الصادق المهدي عن حقيقة عن حقيقة هذه الودائع فأوضح لي أن حجمها يصل إلي (٥٠) مليار دولار، أما الآن فقد يكون حجمها زاد علي ذلك الرقم الأخير…ويبقي المطلوب الأهم الآن أن تساهم هذه (الأموال المهولة) في إعادة إعمار مادمرته الحرب وهذا هو (التحدي الأكبر) الذي ينتظر أصحاب هذه المليارات إنطلاقاً من (المسؤولية) الوطنية والأخلاقية الملقاة علي عواتقهم، بل هو (الإختبار التأريخي) الذي يواجهونه إذ (لاقيمة) لأي رأسمال إن لم يتقدم الصفوف ويشارك في (ملحمة الإعمار)، حتي يكون الدور الوطني هو (الرائد) فيها، وسابقاً لأي (دعومات) تأتي من وراء الحدود من الدول الشقيقة والصديقة، ثم بعد ذلك يأتي الدور من (كامل) قطاعات الشعب الأخري كل بماتيسر له من جهد ومهنة..!!*

لكل فرد (سهم) ولو جاء في شكل (طوبة) أو فكرة أو تبرع (بالقليل) من المال حسب طاقته واستطاعته فلا (إستثتاء) لمواطن واحد في هذه الملحمة التي تدخل كل بيت بمردودها (الإيجابي اللاحق) لكل مواطن ينشد (العيش الكريم) داخل وطنه..وعليه لامجال (للتواكل) وإنتظار الدولة لتفعل كل شئ وحدها، فالأمر (عظيم) ومنعطف وطني (يختبر) فينا كلنا (الولاء والإنتماء) للوطن، ولئن كانت الحرب مسؤولية (تحملها) الجيش والفرسان المقاتلون تحت مختلف المسميات فإن ملحمة إعادة الإعمار هي (المكمل) للقتال بالسلاح، فنهاية القتال (تنقلنا) علي الفور إلي خوضها بكل (الهمة الوطنية) والتجرد، والإصرار علي عودة (الأمل) وإنتعاش المدن و(ضجة) الشوارع والنهارات والأمسيات، بعد هذا (الموات) الذي حل فيها بسبب جرائم الأوباش الوحوش، فهذا الوطن (وجد ليبقي)شامخاً رغم أنف المتآمرين والخونة والعملاء..!!

*وإذ نشيد بكل (مبادرة) صادرة لأغراض التعمير، فإننا في ذات الوقت ندعو قيادة الدولة لإنشاء (صندوق قومي) لإعادة التعمير يحقق مشاركة مختلف قطاعات الشعب في هذه الملحمة، وبه يتجسد (التحدي الأكبر) أمام الراسمالية الوطنية أن تكون هي (رأس الرمح) في الملحمة، ونثق انها ستكون في (مقام) المسؤولية الوطنية والتحدي…نسأل الله الإعانة لوطننا وشعبنا وأن يكتب التوفيق والنجاح لملحمة الإعمار، إنه ولي ذلك والقادر عليه..!!*

*سنكتب ونكتب…!!!*