‫الرئيسية‬ مقالات طيبة القرية ياخلاّيا عادل عسوم
مقالات - أبريل 22, 2025

طيبة القرية ياخلاّيا عادل عسوم

طيبة القرية ياخلاّيا  عادل عسوم

ليسمح لي شاعرها استعارة الكلمات عنوانا لخيط أنسج منه ملفحة تدثر اشواقي الحرّى…

ما أجمل القرية ياأحباب. ..

الحياة فيها ريانة بالصدق، فكم أضفت المدن من غبش على سمت حياتنا،

ولان استقبلت من عمري مااستدبرت لتمنيت الكثير،

قدر لي الله أن يكون ميلادي ونشأتي في مكان فيه قسمات القرية؛ الا إنه توشّح بوشاح المدينة الذي يخصم كثيرا من نصاعة القرية في دواخلي….

لكن بقيت عُرى المحبة والحنين يشدانني ألي البركل، والذي يكثر من مخالطة الغير تأخذ الحمية بتلابيبه لترده إلى جذوره فلا يملك فيُغلي ويثمّن كل أضاءة تبيّض جبين وضاءة القرية في خياله…

القرى-حقا- واحات ريانة بالقيم، أصالة وكرما ومروءة وحنيّة، وسحر طبيعتها يغطش ليلها ويخرج نهارها، كان ذلك قبل قدوم الكهرباء…

يومها يممت إلى (بلد بي تحت) صباحا بين يدي صحْيَة جروف النيل مع الموجَهْ الصباحيَّه، وقفت أتلمس برودة المياه بأطراف اصابع قدمي فبدت أمامي مواكب الأمواه تتدافع جذلى صوب الشمال، والأمواج ساعتئذ مواليد تلتقم خيوط اشعة الشمس فإذا بذؤاباتها تبرق ببسمات تضيف إلى جمال المشهد روعة وبهاء، وتلك سمكة تقفز عاليا تسبح الله وتشكر النعمة في حبور وتمتع عينيها بخضرة الشطين، واذا بنسمة طروب تتلصص تبحث عن اللّعوب من مائسات النخيل لتنال شبالا من جريد، ومن فوق العراجين يأتيك شدو القماري ودونه احتشاد أسراب الزرازير الباحثة عن الكريق وودلقاي وثمار المانجو، ومن البعيد يتعالى خوار بقرة حلوب ونهيق حمار، وعن اليمين صوت ينادي:

-آ جنا كدي شوف الجدول اتملا؟…

وتلك امرأة تستعجل ابنها ليأتيها ويحمل دونها قش البهايم على اتان له بيضاء، وفي ايقاع جميل تتتابع أصوات بوابير الموية تك تك تك تك…..دق دق دق دق) ، وعلى البعد نسوة وسط الجروف يقطفن ثمار البامية، والباذنجان، والطماطم، وبالجوار أصوات لأطفال يتضاحكون ويلعبون يحاكون جري الكلب في اللوبا كما قال حميد، فيملأني الأرتواء، واتستف بهاء وتشفُّ روحي، ويتسع صدري ليسع الدنيا بأكملها وقد امتلأ بعبير هذه العوالم…

انها عوالم براءة الحياة والناس وللطيبة والوضاءة، انها طيبة القرية ياخلايا.

البركل، رمضان من عام 1984.

adilassoom@gmail.com

‫شاهد أيضًا‬

مليشيا آل دقلو صارت كالمرض المعدي… الكل يتبرأ منها  زين العابدين أحمد (اب شنب)

في مشهد عبثي يليق بزمن الانحدار، صارت مليشيا آل دقلو أشبه بمرضٍ معدٍ، يتجنبه الجميع، وينكر…