نقطة إرتكاز د. جادالله فضل المولي يكتب: النزوح بسبب الحرب والدروس المستفادة منه

الحرب ليست مجرد اشتباك مسلح، بل هي تحولات قاسية تُعيد تشكيل المفاهيم وتُظهر الحقائق التي لم يكن يدركها الناس قبل وقوعها. نزوح الشعب السوداني بسبب الحرب كان تجربة قاسية، لكنها حملت بين طياتها دروساً عميقة عن قيمة الأمن، أهمية الأسرة، وإدراك حقيقة أن الحياة قد تتغير في لحظة وفقاً لتقدير الله. من كان يظن أن النزوح يعني الفقر، اكتشف أن النازح ربما كان في بيته عزيزاً، وأن الحرب لا تفرق بين غني وفقير. هذه التجربة ستظل محفورة في ذاكرةالأجيال القادمة، تُحكي كجزء من التاريخ السوداني الذي يكشف عن عظمة الخالق ولطفه بعباده.
أدرك السودانيون أن نعمة الأمن هي الأساس لكل شيء، حتى أنهم تركوا ديارهم وأموالهم بحثاًعنها. والحرب جعلت الناس يُدركون أن الاستقرار والسلام أثمن من الممتلكات.لم يكن النزوح خياراً سهلاً، لكنه كان ضرورياً لضمان سلامة الأسر. دفعوا السودانيون الغالي والنفيس لحماية أطفالهم وأهاليهم،مؤكدين أن العائلة هي الأولوية في زمن الأزمات.
النازح شخص فقد كل شيء، لكن النزوح كشف أن كثيرين كانوا يعيشون بكرامة قبل الحرب. فهي
أجبرت الجميع، دون تمييز، على ترك منازلهم بحثاً عن النجاة.لم يكن الناس يُدركون قيمة المنزل والمكيف والأمن حتى فقدوها. هذه التجربة جعلت الجميع يُقدرون الحياة الطبيعية التي كانوا يعيشونها قبل النزوح.
الخصومات تختفي أمام المآسي فالكثيرون كانوا متخاصمين بسبب الأراضي والعقارات، لكن الحرب جعلتهم يجلسون في خيمة واحدة، متساوين أمام المصير. هذه التجربة أعادت تعريف العلاقات الإنسانية، حيث لم يعد للملكية والمال قيمة أمام البقاء. فقد السودانيون أنفسهم وأموالهم ومنازلهم ، لكن لم يجُع أحد، لأن الرزق بيد الله وكل شيء بمقدار. هذه التجربة علمت الناس أن التوازن الإلهي يُحفظ حتى في أصعب الظروف.
فإن للنزوح قصص وتاريخ يُحكى للأجيال القادمة، وكل نازح لديه قصة مختلفة، تحمل تفاصيل الألم والنجاة، لكنها كلها تُظهر لطف الله بعباده. المرضى والصغار ساروا مسافات شاقة، ومع ذلك وُجدت الرحمة الإلهية في كل خطوة. الكثيرون خططوا لمستقبلهم، لكن الحرب جاءت كدرس بأن كن فيكون، وأن تدبير الله فوق كل الحسابات البشرية.هذه التجربة دفعت الناس إلى التسليم لله واليقين بأن الخير قادم مهما كانت الظروف.
رغم الألم، السودانيون يعلمون أن هذه المحنة لن تكون النهاية، بل مرحلة صعبة سيتم تجاوزها. التاريخ يُثبت أن الظلم مهما امتد، مصيره الزوال. الحرب لن تُوقف مسيرة الحياة،بل ستُعيد تشكيلها بشكل أقوى وأكثر صلابة. السودانيون سيعودون إلى الأفضل، حاملين معهم دروس النزوح وقيم الصمود.
هذه المرحلة ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال القادمة، تروي قصة الصبر والإيمان والقوة في مواجهة المحن. حفظ الله السودان وشعبه
البرهان يجري اتصالا هاتفيا مع أمير دولة قطر
أجرى السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالف…