‫الرئيسية‬ مقالات ولو بعد حين ،،، كتبت  د. ايناس محمداحمد
مقالات - مايو 2, 2025

ولو بعد حين ،،، كتبت  د. ايناس محمداحمد

ولو بعد حين ،،،  كتبت   د. ايناس محمداحمد

علي مدار التاريخ عرفت البشرية النزاعات والحروب وادركت ما تخلفه من موت ودمار وخراب ، وكما تطورت ألة الحرب تطورت المجتمعات وبالتالي تطورت اعراف الحرب ، فظهرت اعراف تحكم التعامل مع الاسري والسكان المدنيين الذين لم يشاركو في الحرب لكنهم وجدو انفسهم تحت نيران الحرب بين اطراف النزاع المسلح .

تأرجح العالم في مدي الالتزام بتلك الاعراف ، لكن الثابت تاريخيا ان البشرية و عبر حضاراتها الانسانية المختلفة وضعت مباديء وأسس لحماية المدنيين من الحرب واثارها ، الي ان جاء القانون الدولي الانساني بعتباره جزء من القانون الدولي والذي يسعي الي الحد من آثار الحرب المدمرة لاسيما علي المدنيين لعدة اسباب اهمها انهم الأكثر تعرضا للخطر ، وقد تدمر الحرب منازلهم وتغلق مدارسهم و تستهدف مستشفياتهم وكافة مرافقهم الخدمية من محطات مياه ومحطات كهرباء وأسواق لذلك سعي العالم الي حمايتهم واعتبار اي اعتداء عليهم او استهدافهم جريمة حرب .

وعليه نص النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية علي ان تعمد توجية الهجمات ضد المدنيين او غير المشاركين في العمليات الحربية يعد جريمة حرب سواء كانت النزاعات دولية او غير دولية .

كذلك اعتبر قتل المدنيين محظور بموجب مادة 89 من مدونة القانون الدولي الانساني ويعد أيضا جريمة حرب .

للمدنيين اتفاقية دولية هي اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12اغسطس 1949م .

هذة الاتفاقية نصت في مادة 3 منها علي حظر الأفعال التالية في كل الأوقات والاماكن وهي :

أ/ الاعتداء علي حق الحياة والسلامة البدنية خاصة القتل بجميع اشكاله ، والتشوية، والمعاملة القاسية ، والتعذيب.

ب/ اخذ الرهائن .

ج/ الاعتداء على الكرامة الشخصية او المعاملة المهينة والحاطة بالكرامة.

د/ اصدار الأحكام وتنفيذ العقوبات دون إجراء محاكمة سابقة امام محكمة مشكلة تشكيلا قانونيا وتكفل جميع الضمانات القضائية اللازمة .

جريمة الحرب لها عنصر سياقي هو النزاع المسلح ، وعنصر نفسي يقتضي علم الجاني بما يقوم به ويقصده فعلا .

حينما نضع ما جاء بالقانون علي ما تم علي ارض الواقع وما فعلته المليشيا الإرهابية من جريمة بشعة تضاف الي جرائمهاحيث قتلت 31 مدنيا اعزل دون ذنب سوا أنهم كانو ضمن منطقة تنتشر فيها مليشيا الموت والدمار والنهب ،، تمت تصفيتهم بدم بارد في منطقة “صالحة” جنوب مدينة امدرمان، امام العالم اجمع ، بل والتباهي بهذة المجزرة البشعة والتهديد بالمزيد من المجازر لكل المجتمعات المدنية السودانية ، وقتل جميع الاسري والمختطفين وأغلبهم مدنيون .

لم تكن هذة المرة الاولي التي ترتكب فيها المليشيا المجرمة مجزرة بشعة تهز الضمير الانساني ، فقد سبقها مجازر كثيرة وجرائم مروعة من قبل في ود نوراة وقري الجموعية و الهلالية ومعسكر زمزم ، و دفن الأحياء كما حدث للمساليت وارتكاب جرائم تطهير عرقي في مدينة الجنينة غرب دارفور بطريقة ممنهجة ومستمرة ، وغيرها و غيرها ، لم تترك مدينة أو قرية الا وارتكبت فيها جريمة تقشعر لها الأبدان وتضع وصمة عار علي جبين الإنسانية كلها .

هذة المليشيا المجرمة تستخف بالقوانين والقيم الإنسانية ، ولا تحترام الاعراف الدولية ، ماذا يتنظر المجتمع الدولي لاعتبارها جماعة ارهابية ؟؟؟ ، وادانة دويلة الشر التي تدعمها وتمولها بأنها دولة راعية وداعمة للإرهاب ؟؟؟.

لم تكن هذة هي الجريمة الاولي من نوعها للمليشيا الإرهابية فسجلها حافل بكل الجرائم ضد الإنسانية والابادة الجماعية وجرائم الحرب ، لم تترك فعلا بشعا ولا جريمة نكراء الا وارتكبتها .

أفعالها الاجرامية ورائحة الدم والموت تملأ ملفاتها القميئة .

جرائم لا تسقط بالتقادم ولا تنساها البشرية ويسجلها التاريخ .

 

لكنها لا تدرك ان الشعب السوداني لا ينكسر ولا يستسلم ابدا ،، شعب لايسجد لغير الله عز وجل لابد ان ينصره المولي عز وجل ولو بعد حين .

اللهم انصر القوات المسلحة نصرا عزيزا يا الله

سبحانك لا ناصر لنا الا انت .

 

 

الخميس 1 مايو 2025.

‫شاهد أيضًا‬

السودان .. فرص نجاح الحكومة الجديدة في ظل التحديات الماثلة               د. ياسر يوسف إبراهيم

بعد ما يقارب الأربع سنوات من قرارات رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح الب…