المحجة البيضاء د.طارق عبدالله  غطرسة الدويلة

بلغ تمادي دولة الإمارات و استخفافها بالدولة السودانية لدرجة تتجاوز الادب والاخلاق الدبلوماسية ونوعا” من الغطرسة الدولية حينما اعلنت بعدم اعترافها بالحكومة السودانية وهي حكومة معترف بها عالميا” ومعترفا” برئيسها الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة ونعتبر ذلك نوعا” من الغرور النشاذ مقبول من دولة لا تستحي من (العهر) السياسي ولكن لابد من التعامل معها بالقوة التي تؤدب ابن ذايد و تردع حكومته التي تشعل الخراب والدمار في الشرق الاوسط

قامت الامارات بخطوة غير مدروسة بقصفها منشاءات استراتيجية بمدينة بورتسودان ونقول غير مدروسة لانها اشعلت الحرب في منطقة حساسة وهي البحر الاحمر ..شريان العالم للتجارة الدولية ومنطقة استراتيجية لدول العالم ..وفي الغالب ستمتد الحرب الى البحر كله رغم حرص الامارات في حصر عملياتها العسكرية داخل مدينة بورتسودان باستهداف منشاءات خدمية وسيرى العالم الذي (يتفرج الان) كيف ستمتد تلك الحرب لتصل عمق دول مؤثرة

*هناك حقائق لا تحتمل التشكيك منها إن الإمارات نفسها مجرد زراع لا يمتلك ذرة اخلاق لاسرائيل وامريكا وانها تنفذ اجندة الدولتين وان الامارات هي العاصمة الاقتصادية لاسرائيل وفيها اضخم الشركات اليهودية وان احصائية الاجانب فيها (13) مليون في حين ان سكانها الاصليين اقل من مليون نسمة وان قيادة الدولة الحقيقين هم اليهود الذين لهم خطة ينفذونها للسيطرة على العالم ..تلك الحقائق مهمة في سياق التحليل لمعرفة ماهي دوافع الامارات للتدخل في الشان الداخلي للسودان و خطوتها بنقل الحرب الى البحر الاحمر ولا يستبعد تحريك البوارج الامريكية و الاسرائيلية تحت غطاء حماية مصالحهما ولكن تلك الخطوة ستقابلها خطوة مماثلة من روسيا وتركيا وإيران لذات الهدف ..الامارات في طريقها لنقل الصراع المسلح لمياه البحر الاحمر وستكون دول الخليج اكبر المتضررين منه وسيتضرر منه العالم لان اي تصعيد بشرق السودان ستنعكس سلبياته على إيقاف ذلك الممر العالمي ويبقى إن الموقف الذي اتخذته الامارات باستهدافها للشعب السوداني سيظل محفورا” في ذاكرة الشعب و سيقف عائقا” امام اي حكومة تحاول الانبطاح لشروط الغرب بمعني الحرب الدائرة الان قضية الشعب السوداني وليست حكومته لذلك جاءت المقاومة الشعبية التي تعبر عن الشعب

*الموقف صعب في الوقت الحالي و الحكومة تحتاج الى حاضنة سياسية واحدة تقف خلف القوات المسلحة والحكومة ويحتاج إلى مراجعة المنظمات الإقليمية ومنها الجامعة العربية ومحاولة معرفة اهدافها ودورها وهي الآن تجلس على (دكة ) المتفرجين تشاهد ما تقوم به الامارات ولا نذكر هنا الاتحاد الافريقي ولا نضعه في الحسبان لانه مجمع للفاسدين وهو نفسه إحدى ادوات المؤامرة على السودان ..لا يرجي منه والحقيقة الثابتة حاليا” إن بقاء الامارات بصورتها الراهنة اكبر مهدد للوحدة العربية والإسلامية وهي زراع يهودي باطش يجب القناعة بتلك الفكرة وان سمومها ستصل إلى كل الدول العربية والإفريقية مالم تجد (اللجام) المناسب لترويضها ..و الترويض يكون باقتلاع ابن ذايد من عرشه وغير ذلك ستجد الامارات الحرب داخل اراضيها ووسط شعبها ونحن السودانيون ندرك بانها قضيتنا وهي قضية وجودية وان التفافنا حول القوات المسلحة وحمل السلاح وتحويل الشعب إلى مقاومة شعبية هو الترياق وهي خطوة فرضت علينا و تستهواها قلوبنا