الجمرة بتحرق الواطيها والبكاء (بيحرروه) اهله بقلم: محمد أبوزيد مصطفى

السودان البلد الشاسع حيث كان أكبر الدول الأفريقية ثم أصبح من بعد انفصال جنوبه ثالث دولة من حيث المساحة ، واقليم دارفور وحده تكبر مساحته مساحة دولة فرنسا، ومحمية الدندر تعتبر أكبر محمية برية في أفريقيا والشرق الاوسط..
انه قطرٌ ملئٌ بالخيرات ظاهراً وباطناً، براً وبحراً وجواً، يمتلك في اليابسة أكبر مساحة صالحة للزراعة في القارة،
ويكاد يحتكر زراعة وتصدير الصمغ العربي،
وبه مشروع الجزيرة الذي يعد أكبر مشروع زراعي في أفريقيا والشرق الأوسط ايضاً.
وتحتل الثروة الحيوانية بالسودان المرتبة الأولى على المستوى العربي والإفريقي، والسادسة على مستوى العالم.
وفي باطن الأرض يحتوي على أعظم مخزون من المياه الجوفية، وفي اطار المياه السطحية يوجد به احد عشر نهراً، مضافاً إليها اعداداً وافرة من الأودية والخيران.
واجواؤه الملايينية الكيلومترات والتي تمور فيها خطوط الطيران واساطيلها من الاتجاهات الأربعة عبوراً لها باعتبار الموقع الجغرافي الذي يعتبر مركز العالم هي الأخري تمثل مورداً هاماً وضخماً.
ومن المعادن تختزن أرضه كميات مهولة من البترول والذهب واليورانيوم والحديد والنحاس وغيرها.
والسودان يقطنه انسان صاحب قيم قل ان توجد في دولة أو شعب واحد، وله ثقافة واسعة، وبه ثلة من العلماء المتخصصين في مختلف العلوم والمعارف، ومنهم نوابغ متفوقون عالمياً في كثير من التخصصات النادرة التي اهلتهم لان يضطلعوا ببناء تأسيسي لبعض الدول، ومساهمين في نهضة دول أخري وشعوب كثيرة ، ، ،
إلا أن بعض جهاته لا تزال ترزح تحت نير العنصرية والجهوية والتمييز العرقي والجهوي، والميل نحو الاستقلال الذي يطغى علي المطاوعة الجمعية التي تصهر الكل في وحدة وطنية جامعة..مما تسبب في نزاعات مسلحة غذتها دول طامعة شريرة عبر تاريخ ما بعد الدولة السنارية والتي كانت بحق عنواناً ورمزاً للدولة الوطنية المستقرة رغم طول مدة حكمها (317 سنة).
ولأن يعود للوطن استقراره وامنه وازدهاره، يتطلب الامر (إعادة فرمتة) إنسانه ليعيد بناء وطن آمن مستقر ومزدهر، ومن أجل ان يتحقق ذلك اقترح ما يلي:
٠ احتكار السلطة مؤقتاً لدي المحررين للوطن من العدوان والاحتلال، وتربية الجيل علي الاجتهاد العلمي الشعبوي والمتخصص مستقلاً عن التقليد الأعمى المتعصب،وبعيداً عن الغلو والتطرف، ممزوجاً بالتهذيب والأدب علي غرار ما فعلته الدولة السنارية إبان عهدها الذي حققت به الاستقرار.
٠ منح قدر وافر من الحرية المنضبطة قانوناً، وإتاحة الفرصة لبناء كيانات سياسية وطنية تتجاوز أمراض الممارسة السياسية الفاشلة التي تسببت في كل هذا الخراب المتعاقب، واجراء اختبارات لها بين الحين والآخر الي أن يستوي عودها ويطمئن الشعب علي نزاهتها وصدق وطنيتها وانها تمثله حقيقة لا مجازاً.
٠ تعميم التدريب الكشفي شبه العسكري في مرحلة التعليم العام، وفرض التجنيد الإجباري علي من هم في سن البلوغ، لخلق مجتمع منضبط ومصطف ومطواع، ممتلئ بالوطنية والفداء، من أجل الدفاع عن الوطن وحماية خيراته وموارده المستهدَفة اصلاً والتي سببت له المآسي والحروب والغزوات والاحتلال الأجنبي المتتالي، وحبك المؤامرات تلو المؤامرات والتي لا تزال وسوف تظل .
٠ تشجيع ودعم الدراسات والبحوث العلمية ومؤسساتها في شتي المجالات من أجل الابتكار والابداع للمساهمة الفاعلة دفعاً ومفاعلة مع النهضة العلمية العالمية.
٠ إعادة بناء وتطوير ما دمرته الحرب، وتحقيق الأحلام التي تحطمت قبلها واثناءها، والاستعانة بالأيدي العاملة الماهرة من كل البلاد حسب الميزات النسبية لكل شعب أو دولة. والاستعانة بمخططي المدن الوطنيين منهم والاجنبيين.
٠ تخريط الاقتصاد الوطني لتحقيق تنمية متوازنة وعادلة، وإنشاء المشروعات التنموية الكبري التي تُغلّب التشغيل والتوظيف وتوفير العمالة الماهرة، وتكافح التبطل،وتحسّن المستوي المعيشي للمواطن، وتحقق له الرفاه.
٠ محاربة الفساد الإداري والمحسوبية، والتهرب الضريبي، وانفاذ القوانين بحزم وقوة ليمضي العدل الي حيث وجهته .
☐ ٠ هذه المرحلة تتطلب عملاً مخابراتياً بعيون الزرقاء غاية في الدقة، مصحوباً بقوات تدخل سريع عالية التدريب والتسليح، من أجل التخلية والتنقية من العملاء والجواسيس وتحقيق التحليةالمرتجاة[الأمن والاستقرار] .
.
٠ تصميم رسم بياني مُهندَس لعلاقات خارجية تحكم حدود الشراكة والالتزام القانوني الدولي مع الاقطار والمؤسسات الدولية والتعامل بصرامة تزينها مرونة منضبطة تمسح العفوية السودانية التي استُغلّت سابقاً فجرّت علي أهلنا العذابات والمحن.
ولأن الايام دول فإن ما اصاب بلادنا من دمار قطعاً سيكون درساً تُستعاد به الذاكرة ويُقوّم به المسير، ولسوف تخرج بلادنا من كبوتها معززة مكرمة بعون الله وتوفيقه.
*سياسة الذراع الطويل..
___________________________________
الجيش السوداني.. بدهائه الموروث جينياً وبسياسة الصبر الاستراتيجي.. افشل مخططات خبيثة كانت تستهدف الدولة والمجتمع لنهب ثروات بلادنا وقد عكفت بيوت خبرة مستأجرة لإعداد دراسات متأنية وصبورة لتحقيق الهدف وهو (الهيمنة الكاملة علي الدولة ومواردها) بما يعني استمرار الاستعمار ولكنه ليس استيطانياً كما كان بالأمس ولكنه هذه المرة بوجه مختلف ، ولذك صوبت القوة المتجبرة سهامها اولاً نحو المجتمع المدني بزراعة فتن داخلية عبر الغواصات والجواسيس في شتي المؤسسات والدوائر الحكومية والتنظيمات السياسية والفكرية والمهنية، فنالت بذلك نصيباً اوفراً من تحقيق تمزيق الوحدة الوطنية والتعايش السلمي والرشد السياسي ، وتدمير مشروعات الدولة الرائدة بنشر الفساد علي أوسع نطاق.
وفي الجهة المقابلة كانت سياسة (طهي الضفدع) تشعل موقدها وتطبخ طبختها في المؤسسة العسكرية وملحقاتها لشل حركتها وحرمانها من سر قوتها التاريخية بايقاف الإدخال وتأجيل التسليح والتدريب المتقدمين، بل وتفريغها من العناصر النابهة ذات الكفاءة العالية، ثم الاعداد المحكم للبديل المكتمل العناصر عدة وعدداً وعتاداً.
والجيش يرقب ذلك من بعيد ويحسب توازن القوة المختل، ويعد العدة لمقابلة هذا الاعصار المدفوع بعدد مهول من الدول ذات الثقل الإقليمي والدولي، فلم يكن له من بُدٍ الا ان ينحني للعاصفة ويستحضر كل التجارب داخل المعمل، ليصنع عقاراً مناسباً لمعالجة هذا السرطان القاتل، وقد نجح بعون الله وتوفيقه.
اما وقد لاحت بشائر النصر و اقترب أوان بتر هذا الورم الخبيث والقائه في القمامة، فإنه يتوجب علي الجيش ان يواصل الحذر، ويُقلّب النظر لمواجهة المعركة القادمة التي ربما توجه سهامها هذه المرة من وراء البحار مباشرة بعد أن فشلت من داخل الحدود، بأبناء الوطن المغرر بهم ومن مرتزقة بعض دول الاقليم الذين باعوا أنفسهم بثمن بخس في سوق النخاسة السياسي.
وعلي القيادة ان تحيط الداخل بسياج منيع من التأمين ومنع الشقاق والنفاق وسوء الخطاب والكراهية، ونبذ العنف اللفظي وتجريمه بقوة القانون ، بعد أن تحقق سحق الجريمة المنظمة بقوة السلاح.
وعلي المستوى الخارجي ان يتقوى ويتوسع سلاح الجو السوداني وترقيته ليحتل مرتبة متقدمة عالمياً، تحسباً لأي أعتداءات محتملة من الخارج، وكذلك طائر البطريق المتزين بعيون زرقاء اليمامة والذي يأتي بالخبر اليقين قبل أن يرتد الطرف اذ لا بد أن يكون حاضراً وهو كذلك ومعه حجة الدواية وبرهان القلم والصوت الجهير..
السودان القادم قطعاً لن يكون سودان الماضي، والفريق البرهان وبطانته سطروا ملحمة سيذكرها التاريخ الوطني والتي لم يماثلهم فيها قائد سابق من أبطال السودان وحقبة لم يكن لها ندٌ ، والعشم ان يتقبل الله هذا الفعل المتفرد الذي ادهش العظماء والحكماء .
ولسوف ينهض السودان من محنته شامخاً قوياً بعزة أهله المنصورة بإذن الله.
_________________________________________
الانطلاق الي الآفاق من داخل الكهف
السودان القادم قد يكون مضطراً لان يعتزل ويعتكف لبناء نفسه من جديد والاستيقاظ من الكهف الذي القي فيه منذ أمد بعيد، وهو يتلظي بجحيم النزاعات والصراعات اللا عنفية واللا سلمية بين حينٍ وحين ، ولا يزال الشعب يكافح ويتقلب ذات اليمين وذات الشمال علّه يستيقظ من نومة الكهف التي غيبته طويلاً ولعقودٍ من الزمان بالمكر والخبث والاكراه ،
ولما كان الإنسان مدنيٌ بالطبع، والحياة تمور وتمر سريعاً، لزم ان تفتح نافذةٌ للتواصل البناء الذي لا مناص منه.
السودان .. فرص نجاح الحكومة الجديدة في ظل التحديات الماثلة د. ياسر يوسف إبراهيم
بعد ما يقارب الأربع سنوات من قرارات رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح الب…