نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب : الاقتصاد السوداني في معركة البقاء.. استئناف العمل بعيداً عن أعين المليشيات

في ظل الحرب التي يعيشها السودان، يُشكل استئناف العمل في المصانع والمناطق الحيوية تحدياً أمنياً كبيراً ، حيث أصبحت هذه المنشآت هدفاًمباشراً للمليشيا التي تسعى لضرب الاقتصاد وإضعاف الدولة. لذا، فإن إعادة تشغيل هذه المنشآت يجب أن تكون عملية مدروسة، تُنفذ بسرية تامة، بعيداً عن أي إعلان قد يُعرضها للاستهداف المباشر.

ماهي خطورة الإعلان عن استئناف العمل في زمن الحرب؟المليشيات تستهدف المرافق الحيوية، فإن الهجمات السابقة أثبتت أن المصانع ومحطات الكهرباء والمرافق الصحية هي أهداف مباشرة للعنف والتخريب. ضرب الاقتصاد جزء من الحرب غير المباشرةوتعطيل المصانع يُؤدي إلى شلّ الاقتصاد وزيادة معاناة المواطنين، وهو هدف استراتيجي لبعض القوى المعادية. في ظل الظروف الحالية، يصعب توفير حماية شاملة لكل المنشآت، مما يجعل السرية ضرورة لا خياراً علي المسؤولين الترفع عن إعلان افتتاح أي منشأة حيوية وسوف يُحوّلها فوراً إلى هدف للهجمات، لذا يجب اعتماد استراتيجيات أكثر سرية في التشغيل.

كيف يتم استئناف العمل دون جذب الانتباه؟.تحديد أولويات المصانع والمرافق التي يجب تشغيلها أولاً يجب أن يكون هناك جدول زمني لإعادة تشغيل المنشآت الأكثر أهمية مثل مصانع الأغذية والدواء والطاقة. عدم الإعلان عن أي تشغيل جديد يجب أن يتم استئناف العمل بهدوء، دون ضجة إعلامية، لضمان عدم وصول المعلومات إلى المليشيات الارهابية. يمكن توزيع الإنتاج بشكل تدريجي لمنع أي نشاط غير معتاد يُثير انتباه المليشيات.بدلاً من اعتماد نظام التوزيع المعتاد، يمكن توجيه المنتجات إلى نقاط توزيع صغيرة ومتفرقة لضمان استمرار الإمدادات دون الكشف عن مصادرها.إعادة الإعمار لاتعني المجازفة، لذا يجب أن يكون استئناف العمل في المصانع والمرافق الحيوية جزءاً من خطة مدروسةتُحافظ على سريةالنشاط

ماهو دور الحكومة والقطاع الخاص في تأمين عملية التشغيل السرية؟. يجب أن تعمل الحكومة على إيجاد وسائل ذكية لتغطية عمليات التشغيل، مثل تقديم المصانع كنقاط تخزين مؤقتة بدلاً من الإعلان عنها كمنشآت عاملة يُمكن استخدام أنظمة مراقبة حديثة وعناصر أمنية غير ظاهرة للحفاظ على استقرار المناطق الحيوية. أي خطوة لإعادة الإنتاج يجب أن تكون مدروسة، بحيث لا تؤدي إلى رد فعل عنيف من المليشيات. يمكن الاستفادة من الدعم الدولي في إعادة تشغيل المصانع دون لفت الأنظار.إعادة تشغيل الاقتصاد في زمن الحرب يجب أن تكون عملية قائمة على التخطيط الذكي، لا القرارات العشوائية التي قد تعرض المصانع للخطر.

السرية في التشغيل ليست اختياراً، بل ضرورة، لضمان عدم استهداف المصانع من قبل المليشيات.السودان أمام تحدٍ كبير، وإذا لم يتم اتخاذ خطوات مدروسة، فقد يكون من الصعب إعادة بناء الاقتصاد في ظل الوضع الأمني المتدهور. حفظ الله السودان وشعبه.

meehad74@gmail.com