الدكتور/عثمان البشير الكباشي يكتب وداعا أيقونة الثبات

رحم الله الحاجة كريمة والدة مصعب بن عمير زمانه .
فقد أهدت السودان أعظم أبطاله أيقونة العزة وملهم الأجيال العالم الشاعر الجبل الراسخ علي عبد الفتاح.
اللهم تقبل الوالدة كريمة التي قابلت الفواجع والمصائب بثبات وصبر ألهم آلاف الأمهات معاني الإيمان الحق واليقين لحظات الزلزلة والخوار .
لقد كان الشهيد علي يرسل لها من شعره البديع ما ظل مادة معنوية مؤثرة ومعينة على ثبات الرجال والنساء حتى يوم الناس هذا ، بل ربما لزمان طويل قادم
أماه لو ابصرتنا في معمم
والهام تصرخ والغبار مثار
لرأيتي من حولي يرابط أخوة لم يمموا هربا ولم ينهاروا
إخوان صدق اذا احتدم الوغى
لحمي العقيدة والشريعة ثاروا
صبروا لها حتى انجلت غمراتها
وانفض من ساحاتها الكفار
أماه لو خيرت بين كفافهم
ونعيمنا فنعيمهم أختار
كانت الراحلة تودع ابنها البطل بفخر وتستقبله جريحا مرات عديدة فلا تجزع ولا تنهار ..حتى أتاها يوم شهادته فكانت وقفتها المشرفة التي وضعتها في قائمة شرف أعظم النساء في التاريخ البشري .
وداعا والدة قائد الدبابين وأحد أعظم رموز فرسان القرن العشرين ، المجاهد الذي بحث عن الشهادة في البوسنة والهرسك ثم في كل مكان هيعة في السودان حتى وجدها في الميل 40 بجنوب السودان.
وهنيئا لك اللقاء مع بطلك الذي سبقك باذن الله تعالى إلى جنة عرضها السموات والأرض .
التعازي للأسرة الكريمة أبناء المرحومة محمد سعيد وعمر وآمال وناهد وكل الأهل في المكنية بولاية نهر النيل والدروشاب بولاية الخرطوم وكل السودان .
والتعازي لأبناء المرحومة ناجي عبد الله ومحمد أحمد حاج ماجد وكل الأبطال أهل الوفاء الذين اتخذوها أما بعد شهادة ابنها علي .
والعزاء موصول لكل أم سودانية ولكل من عرف الحاجة كريمة وأحبها .
بل التعازي لكل السودان شعبه ونيله وأرضه .
ابشر الماحي الصائم يكتب خطى كتبت علينا
اذا منحت (حقيبة وزارية) فأنت يومئذ قد منحت ،، سلطة ،، وإذا كانت هذه الحقيبة هي وزارة ايراد…