نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب : من أمن العقاب أساء الأدب.. السودان بين استباحة السيادة والصمت الدولي

في عالم السياسة الدولية، يبدو أن العدالة تطبّق فقط على الدول الضعيفة ، حيث أن الدول القوية تتصرف بلا محاسبة، غير آبهة بالقوانين الدولية أو المبادئ الإنسانية.السودان اليوم يدفع ثمن هذا التجاهل الدولي، حيث أصبحت أراضيه ساحة مفتوحة للانتهاكات، في ظل صمت عالمي لا يُحرك ساكناًأمام ضرب المنشآت الحيوية دعم الفوضى. ، وتسبب المليشيات المدعومة خارجياً في نزوح الملايين.

السودان يُواجه تهديداً مباشراً من الإمارات والتي تمد المليشيات بالأسلحة المتطورة، مما يزيد من تعقيد الأزمة.المجتمع الدولي يقف متفرجاً على واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في المنطقة، دون أي تحرك حقيقي لإنهائها. الطائرات المسيرة تُدمر المنشآت الحيوية دون رادع والقصف المستمر على البنية التحتيةمما يُؤكد أن هناك مخططاً لضرب استقرار الدولة بالكامل. عدم المحاسبةجعل الانتهاكات تستمر بوتيرةمتصاعدة،مما يعكس غياب العدالةالحقيقية في التعامل مع السودان.

الكيل بمكيالين في تطبيق القانون الدولي وما يُسمّى بالعدالة الدولية يبدو أنه مجردغطاء يُستخدم ضد الدول غير القادرة على فرض نفوذها النفوذ السياسي يُحدد من يُحاسب ومن يُستثنى،والدول القويةتفرض إرادتها دون عقاب، بينماتُستهدف الدول التي لا تمتلك أدوات الضغط السياسي.السودان بحاجة إلى سياسة أكثر استقلالية لمواجهة التحديات والتعويل على المجتمع الدولي لن يُحقق العدالة، بل يجب البحث عن بدائل سياسية وعسكرية لتعزيز النفوذ الوطني.يجب علي السودان أن يُدرك أن الحمايةالدولية ليست خياراً موثوقاً، والمستقبل بحاجة إلى استراتيجيات أكثر واقعية.

التوجه نحوالقوى الدوليةالصاعدة لتقوية موقفه والسودان يستطيع بناء تحالفات جديدة مع الصين، روسيا، تركيا، وإيران لإنهاء عزلته السياسية والعسكرية السودان بحاجة إلى تعزيز قدراته الدفاعية، وتوسيع دائرة نفوذه لضمان ألا يكون ساحة مفتوحة للتدخلات الخارجية .لايمكن الاستمرار في الاعتماد على قوى لا تُراعي مصلحة السودان، بل يجب إعادة تقييم العلاقات الدوليةوفق رؤية أكثرواقعية.السودان بحاجة إلى استراتيجية واضحة تُنهي حالة الضعف أمام التدخلات الخارجية وتُعيد التوازن لقواعد اللعبة السياسية.إذا لم يتخذ السودان خطوات جريئة ولحماية وسيادته، فإن الفوضى ستستمر،والانتهاكات ستتواصل دون أي محاسبة دولية حفظ الله السودان وشعبه. meehad74@gmail.com