نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب : الحرب في السودان: بين الشر الكامن والخير المحتمل

الحروب تُعتبر من أكبر الكوارث الإنسانية التي تُدمّر الدول والمجتمعات ،حيث تؤدي إلى سقوط الضحايا، نزوح الملايين، وانهيار الاقتصاد. ومع ذلك، فإن بعض الصراعات التاريخيةأظهرت أن الشر قد يحمل في طياته فرصاً لإعادة بناء الدول على أسس جديدة، سواء عبر إصلاح النظام السياسي، توحيد الشعب، أو خلق وعي جديد بالحقوق والحريات. لكن هل الحرب في السودان ستقود إلى مستقبل أفضل؟ أم أنها مجرد دورة جديدة من المعاناة دون أمل في التغيير؟

إذاًماهي الجوانب السالبه للحرب

..تدمير الإنسان والدولة؟. تُؤدي سقوط ألاف من المدنيين وتفاقم أزمة اللاجئين، مما يُضعف الاستقرار الاجتماعي.تُدمّر النزاعات المؤسسات الحيوية مثل التعليم، الصحة، والكهرباء، مما يُعيق أي خطط للتنمية. يؤدي الصراع إلى إضعاف النسيج الاجتماعي وزيادة الفجوة بين الفئات المختلفة. بعض القوى الدولية تستخدم الحروب لتحقيق مصالحها، ممايُعقدالحلول الوطنية الحرب لا تأتي بحل دائم، بل تترك خلفها سلسلة من الأزمات والتحديات التي يصعب تجاوزها.

هل يكمن الخير في الشر؟رغم القسوة، فإن بعض الحروب أدت إلى إنهاء أنظمة غير عادلةوفتحت المجال أمام تغييرات سياسية جذرية.خلق وعي شعبي جديد في كثير من الحالات،تُوقظ الحروب الشعوب وتجعلها أكثر إدراكاً لحقوقها ولضرورة بناء مستقبل أفضل.تُساهم الأزمات الكبيرة في إعادة توحيد الشعب، خاصة عندما يُواجه تهديداً مشتركاً.بعد انتهاء النزاع، يكون هناك دافع قوي لإصلاح الفساد وبناء اقتصاد جديد أكثر صلابة. رغم الكارثة التي تُسببها الحروب، يمكن أن تُشكل فرصة لإعادة ترتيب المشهد السياسي والاجتماعي لكن ذلك يعتمد على كيفية تعامل السودان مع مرحلة ما بعد الحرب.

كيف يمكن تحويل الأزمة إلى فرصة للنهوض؟. السودان بحاجة إلى عمليةجراحية عاجلة تؤدي الي مصالحةوطنية تُساعد في إنهاء النزاع وبناء مستقبل مستقر.إعادة بناء المؤسسات وفقاًلرؤية تنموية شاملة، كمايجب إصلاح القطاعات الحيوية مثل التعليم، الصحة، والاقتصاد لضمان استقرار طويل الأمد. تحويل الموارد إلى التنمية بدلاً من الحرب سيُساعد في استعادة السودان لعافيته. توحيد الجهود الوطنية للخروج من الأزمة وأن تتكاتف القوى السياسية والشعبية لإنهاء النزاع والبحث عن حلول جذرية. محاسبة كل من اجرم في حق الشعب. السودان قادر على تحويل هذه المحنة إلى نقطة انطلاق نحو مستقبل أفضل، إذا تم استثمار الأزمة بطريقة صحيحة.

السودان أمام مفترق طرق إما أن تستمر دوامة الحرب والدمار، أو يتم استثمار اللحظة لصنع مستقبل أكثر عدالة واستقراراً. حفظ الله السودان وشعبه.

meehad74@gmail.com