متابعات و إشارات.. الانتصار الحقيقى فى اكتمال عودة سكان الخرطوم لديارهم..  د. مجدى الفكى احمد

فى الخرطوم وضعت الحرب اوزارها . يبدو أن الماعون قد امتلأ بحسبى الله و نعم الوكيل تصديقا للقول المنسوب لنبيينا محمد عليه افضل الصلاة و اتم التسليم ، ليصبح واقعا ملموسا لدى من كان حاضرا مواكبا للأحداث عن قرب شاهدا عليها و كل متابع عن بعد سواء كان داخل أو خارج البلاد فهو قابض على الجمر فى انتظار انتهاء الحرب ..

وانتهت الحرب باعلان ولاية الخرطوم خالية من التمرد فكان الإعلان بمثابة تنبيه للسكان و الاهالى بضرورة شد الرحال للعودة مجددا إلى الديار التى هجرت بسبب تلك الحرب اللعينة..

الان وقد تبدل الحال يبقى السؤال لماذا لا نعود .. ماذا ننتظر؟

البعض يقول انه سيعود بعد توفر الامان و الماء و الغذاء ..

كثير من الأحياء فى ولاية الخرطوم انتظمت فى لجان خدمية تسعى مجتهدة لتوفير الماء و كللت تلك الجهود بالنجاح و قد كان ذلك سببا و محفزا لعودة الكثير من الاسر ..

ما يطلقه البعض من دعوات مغلفة و أحيانا صريحة لعدم العودة إلى الخرطوم مبعثها إنما مصدرها جهات بعينها تسعى جاهدة لتشتيت الشمل و تقطيع أوصال الشعب السودانى ليظل متباعد الأركان و القواعد حتى يصبح عديم التماسك و التعاضد وهى خطة وضعت من أجل تحقيق ذلك و علينا كشعب حر يمتلك قراره علينا تفويت الفرصة تماما مثلما حدث فى ميادين المعارك العسكرية و التفاف الشعب حول قواته المسلحة ليتحقق الانتصار تلو الانتصار بعون الله و فضله .

عودة سكان ولاية الخرطوم طعنة فى خاصرة من يسعون إلى تمزيق الخرطوم عاصمة البلاد .

ليعلم الجميع أن الانتصار الحقيقى لن يكتمل الا بالعودة الكاملة حتى ننعم بالامن و الامان فالانسان اساس الاعمار لكل دمار و بحمد الله فإن ولاية الخرطوم تذخر باتسانها المعطاء و لنا فى ذلك امثلة كثيرة على رأسها

مدينة أمدرمان التى شهدت بداية بشريات العودة و الأعمار.

و الخرطوم بحرى التى شهدت تدفق للعائدين إليها بإعداد كبيرة تبعث الاطمئنان فى النفوس خلال فترة وجيزة .

ولكن هناك أحياء و مناطق لا تزال خالية من السكان بالرغم من توفر المياه و الخبز و كل ما يحتاجه الإنسان ليستمتع به بعض الأجانب الذين لايزالون يتواجدون بالرغم من ان السكان الأصليين غادروا بسبب الحرب و هذا شأن اخر سنفرد له مساحات..

و من الأمثلة المبشرة ما تشهد منطقة الجريف غرب من مجهودات لتوفير خدمات المياه و الصحة و اصحاح البيئة و برامج تنمية و تطوير و خطط استراتيجية نتناول اهم تفاصيلها لاحقا بإذن الله..

من أجل عودة الحياةالى الخرطوم و حتى تتعافى العاصمة من جميع اسقامها و أوجاعها..

هذه دعوة مفتوحة للجهات الرسمية و الشعبية و لجميع أبناء السودان لاطلاق مبادرة قومية كبرى للمساعدة فى عودة سكان ولاية الخرطوم إلى ديارهم بتنظيم رحلات مكثفة من أماكن تواجدهم داخل و خارج البلاد .

كذلك ضرورة إلزام جميع العاملين بالدولة بمزاولة عملهم من مواقعهم قبل الحرب خاصة المدارس و الوزارات و غيرها .

هذه بعض الحلول من اجل عودة ولاية الخرطوم إلى سيرتها الأولى ..